The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الاستقامة

لها وليس عندنا في العلم الإلهي مسألة أغمض من هذه المسألة فإن الممكنات على مذهب الجماعة ما استفادت من الحق إلا الوجود وما يدري أحد ما معنى قولهم ما استفادت إلا الوجود إلا من كشف الله عن بصيرته وأصحاب هذا الإطلاق لا يعرفون معناه على ما هو الأمر عليه في نفسه فإنه ما ثم موجود إلا الله تعالى والممكنات في حال العدم فهذا الوجود المستفاد إما أن يكون موجودا وما هو الله ولا أعيان الممكنات وإما أن يكون عبارة عن وجود الحق فإن كان أمرا زائدا ما هو الحق ولا عين الممكنات فلا يخلو أن يكون هذا الوجود موجودا فيكون موصوفا بنفسه وذلك هو الحق لأنه قد قام الدليل على أنه ما ثم وجود أزلا إلا وجود الحق فهو واجب الوجود لنفسه فثبت أنه ما ثم موجود لنفسه غير الله فقبلت أعيان الممكنات بحقائقها وجود الحق لأنه ما ثم وجود إلا هو وهو قوله وما خَلَقْنَا السَّماواتِ والْأَرْضَ وما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وهو الوجود الصرف فانطلق عليه ما تعطيه حقائق الأعيان فحدث الحدود وظهرت المقادير ونفذ الحكم والقضاء وظهر العلو والسفل والوسط والمختلفات والمتقابلات وأصناف الموجودات أجناسها وأنواعها وأشخاصها وأحوالها وأحكامها في عين واحدة فتميزت الأشكال فيها وظهرت أسماء الحق وكان لها الأثر فيما ظهر في الوجود غيرة أن تنسب تلك الآثار إلى أعيان الممكنات في الظاهر فيها وإذا كانت الآثار للأسماء الإلهية والاسم هو المسمى فما في الوجود إلا الله فهو الحاكم وهو القابل فإنه قابل التوب فوصف نفسه بالقبول ومع هذا فتحرير هذه المسألة عسير جدا فإن العبارة تقصر عنها والتصور لا يضبطها لسرعة تفلتها وتناقض أحكامها فإنها مثل قوله وما رَمَيْتَ فنفى إِذْ رَمَيْتَ فأثبت ولكِنَّ الله رَمى‏ فنفى كون محمد وأثبت نفسه عين محمد وجعل له اسم الله فهذا حكم هذه المسألة بل هو عينها لمن تحقق فهذا معنى ترك العبودية في خصوص العلماء بالله‏

[عبودية التصريف وعبودية الإمكان‏]

وأما من نزل منهم عن هذه الطبقة فإنه يقول لا يصح تركها باطنا لوجود الافتقار الذي لا ينكره المحدث من نفسه فلا بد أن يذله فتلك الذلة عين العبودية إلا أن يؤخذ الإنسان عن معرفته بنفسه وأما تركها من باب المعرفة فهو أن العبد إذا نظرته من حيث تصرفه لا من حيث ما هو ممكن وأطلقت عليه اسم العبودة من ذلك الباب فيمكن في المعرفة تركها من باب التصرف لا من باب الإمكان وذلك أن حقيقة العبودية الوقوف عند أوامر السيد وما هنا مأمور إلا من يصح منه الفعل بما أمر به والأفعال خلق الله فهو الآمر والمأمور فأين التصرف الحقيقي الذي به يسمى العبد عبدا قائما بأوامر سيده أو منازعا له فيتصف بالإباق فبقي المسمى عبدا على ظهور الاقتدار الإلهي بجريان الفعل على ظاهره وباطنه إما بموافقة الأمر أو بمخالفته وإذا كان هذا على ما ذكرناه فلا عبودية تصريف فهو أعني العبد موجود بلا حكم وهذا مقام تحقيقه عند جميع علماء الذوق من أهل الله إلا طائفة من أصحابنا وغيرهم ممن ليس منا يرون خلاف ذلك وأن الممكن له فعل وأن الله قد فوض إلى عباده أن يفعلوا بعض الممكنات من الأفعال فكلفهم فعلها فقال أَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ وأَتِمُّوا الْحَجَّ والْعُمْرَةَ لِلَّهِ وجاهِدُوا في الله وأمثال هذا فإذا أثبتوا أن للعبد فعلا لم يصح ترك عبودية التصريف وأما عبودية الإمكان فأجمعوا على كونها وأنه لا يتصور تركها فإن ذلك ذاتي للممكن وبعض أصحابنا يلحظ في ترك العبودية كون الحق قوى العبد وجوارحه فإنه يغيب عن عبوديته في تلك الحال فهو ترك حال لا ترك حقيقة انتهى الجزء المائة

(الباب الثاني والثلاثون ومائة في معرفة مقام الاستقامة)

للمستقيم ولاية مخصوصة *** شملت جميع الكون في تخصيصها

للمستقيم تنزلت أرواحه *** بالطيب المكنون في تنصيصها

الاستقامة نزلت أربابها *** منها منازل لم تنل بخصوصها

هي نعته سبحانه في قصة *** قد قالها فانظره في منصوصها

[لزوم ما لا يلزم من غير قصد إلى ذلك‏]

جاءت هذه الأبيات لزوم ما لا يلزم من غير قصد وكذلك أمثالها فإنما أنطق بما يجريه الله فينا من غير تعمل ولا روية

[ما ثم إلا من هو مستقيم لأنه ما ثم إلا من هو الحق آخذ بناصيته‏]

اعلم وفقك الله أن الله أخبر عن نبيه ورسوله عليه السلام في كتابه أنه قال إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فوصف نفسه بأنه على صراط مستقيم وما خطأ هذا الرسول في هذا القول ثم إنه ما قال ذلك إلا بعد قوله ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها فما ثم إلا من هو مستقيم على الحقيقة على صراط الرب لأنه ما ثم إلا من الحق آخذ بناصيته ولا يمكن إزالة ناصيته من يد سيده وهو على صراط مستقيم ونكر لفظ دابة فعم فأين المعوج حتى تعدل عنه فهذا جبر وهذه استقامة فالله يوفقنا لإنزال كل حكمة في موضعها فهنالك تظهر عناية الله بعبده‏

[الشرعة المجعولة والمنهاج المرسوم‏]

لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً وهي أحكام الطريقة التي في قوله ومِنْهاجاً فكلها مجعولة بجعل الله فمن مشى في غير طريقه التي عين الله له المشي عليها فقد حاد عن سواء السبيل التي عين الله له المشي عليها كما أن ذلك الآخر لو ترك سبيله التي شرع الله له المشي عليها وسلك سبيل هذا سميناه حائدا عن سبيل الله والكل بالنسبة إلى واحد واحد على صراط مستقيم فيما شرع له‏

[الشريعة الاسلامية والشرائع النبوية والنواميس الحكمية]

ولهذا خط رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم خطا وخط عن جنبتي ذلك الخط خطوطا فكان ذلك الخط شرعه ومنهاجه الذي بعث به وقيل له قل لأمتك تسلك عليه ولا تعدل عنه وكانت تلك الخطوط شرائع الأنبياء التي تقدمته والنواميس الحكمية الموضوعة ثم وضع يده على الخط وتلا وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فأضافه إليه ولم يقل صراط الله ووصفه بالاستقامة وما تعرض لنعت تلك الخطوط بل سكت عنها ثم قال فَاتَّبِعُوهُ الضمير يعود على صراطه ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ يعني شرائع من تقدمه ومناهجهم من حيث ما هي شرائع لهم إلا إن وجد حكم منها في شرعي فاتبعوه من حيث ما هو شرع لنا لا من حيث ما كان شرعا لهم فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ يعني تلك الشرائع عن سبيله أي عن طريقه الذي جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولم يقل عن سبيل الله لأن الكل سبيل الله إذ كان الله غايتها ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ به لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أي تتخذون تلك السبيل وقاية تحول بينكم وبين المشي على غيره من السبل‏

[الملائكة أولياء المستقيمين في الحياة الدنيا وفي الآخرة]

وهو قوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا من أي شرع كان إذا كان له الزمان والوقت رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقامُوا على طريقهم التي شرع الله لهم المشي عليها تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ وهذا التنزل هو النبوة العامة لا نبوة التشريع تتنزل عليهم بالبشر أَلَّا تَخافُوا ولا تَحْزَنُوا فإنكم في طريق الاستقامة ثم قالوا لهم هؤلاء المبشرون من الملائكة نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ في الْحَياةِ الدُّنْيا أي نحن كنا ننصركم في الحياة الدنيا في الوقت الذي كان الشيطان يلقي إليكم بلمته العدول عن الصراط الذي شرع لكم المشي عليه فكنا ننصركم عليه باللمة التي كنتم تجدونها في وقت التردد بين الخاطرين هل يفعل أو لا يفعل نحن كنا الذين نلقي إليكم ذلك في مقابلة إلقاء العدو فنحن أيضا أولياؤكم في الآخرة بالشهادة لكم إنكم كنتم تأخذون بلمتنا وتدفعون بها عدوكم فهذه ولايتهم في الآخرة وولايتهم أيضا بالشفاعة فيهم فيما غلب عليهم الشيطان في لمته فيكون العبد من أهل التخليط فتشفع الملائكة فيه حتى لا يؤاخذ بعمل الشيطان فهذا معنى قوله وفي الْآخِرَةِ ولَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ من شهادتنا لها وشفاعتنا فيها في هذا الموطن ولَكُمْ (فِيها) ما تَدَّعُونَ من الدعة نُزُلًا من غَفُورٍ رَحِيمٍ بشهادتنا وشفاعتنا حيث قبلها فأسعدكم الله بها فستركم في كنفه وأدخلكم في رحمته هذا معنى الاستقامة المتعلقة بالنجاة

[الاستقامة التي تطلبها حكمة الله السارية في الكون‏]

وأما الاستقامة التي تطلبها حكمة الله فهي السارية في كل كون قال تعالى مصدقا لموسى عليه السلام أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ فكل شي‏ء في استقامة حاصلة فاستقامة النبات أن تكون حركته منكوسة واستقامة الحيوان أن تكون حركته أفقية وإن لم يكن كذلك لم ينتفع بواحد منهما لأن حركة النبات إن لم تكن منكوسة حتى يشرب الماء بأصولها لم تعط منفعة إذ لا قوة له إلا كذلك وكذلك الحيوان لو كانت حركته إلى العلو وقام على رجلين مثلنا لم يعط فائدة الركوب وحمل الأثقال على ظهره ولا حصلت به المنفعة التي تقع بالحركة الأفقية فاستقامته ما خلق له فهي الحركة المعتبرة التي تقع بها المنفعة المطلوبة وإلا فالنبات والحيوان لهما حركة إلى العلو وهو قوله والنَّخْلَ باسِقاتٍ فلو لا الحركة ما نما علوا وإنما غلبنا عليه الحركة المنكوسة للمنفعة المطلوبة فافهم ذلك‏

[الحركة في الوسط ومن الوسط وإلى الوسط]

فإن المتكلمين في هذا الفن ما حرر والكلام في حقيقة هذه الحركات فالحركة في الوسط مستقيمة لأنها أعطت حقيقتها كحركة الأرض وحركة الكرة والحركة من الوسط حركة العروج والحركة إلى الوسط حركة النزول فحركة النزول ملكية وإلهية وحركة العروج حركة بشرية وكلها مستقيمة فما ثم إلا استقامة لا سبيل إلى المخالفة فإن المخالفة

تشاجر أ لا ترى أنه ما وقع التحجير على آدم إلا في الشجرة أي لا تقرب التشاجر وألزم طريقة إنسانيتك وما تستحقه واترك الملك وما يستحقه والحيوان وما يستحقه وكل ما سواك وما يستحقه ولا تزاحم أحدا في حقيقته فإن المزاحمة تشاجر وخلاف ولهذا لما قرب من الشجرة خالف نهي ربه فكان مشاجرا فذهبت عنه في تلك الحال السعادة العاجلة في الوقت وما ذهبت عنه استقامة التشاجر فإنه وفاها حقها بمخالفة النهي الإلهي‏

[اعوجاج القوس هو استقامته لما أريد له‏]

اعوجاج القوس استقامته لما أريد له فما في الكون إلا استقامة فإن موجدة وهو الله تعالى على صراط مستقيم من كونه ربا فإن دخلت السبل بعضها على بعض واختلطت فما خرجت عن الاستقامة استقامة الأخلاط واستقامة ما وجدت له فهي في الاستقامة المطلقة التي لها الحكم في كل كون وهي قوله وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ... وهُوَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ... فَاعْبُدْهُ أي تذلل له في كل صراط يقيمك فيه لا نتذلل لغيره فإن غيره عدم ومن قصد العدم لم تظفر يداه بشي‏ء ثم إنه جاء بضمير الغائب في قوله فَاعْبُدْهُ أي لا تقل أنت المدرك فإن الأبصار لا تدركه إذ لو أدرك الغيب ما كان غيبا فاعبد ذاتا منزهة مجهولة لا تعرف منها سوى نسبتك إليها بالافتقار ولهذا تمم فقال وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ أي اعتمد عليه وما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ قطع بهذا ظهر المدعين في هذا المقام إذا لم يكن صفتهم ولا حالهم ولا وصل إليهم علمه فالاستقامة سارية في جميع الأعيان من جواهر وأعراض وأحوال وأقوال كما قال وأَقْوَمُ قِيلًا وهي نعت إلهي وكوني جعلنا الله ممن لم يعدل عن استقامته إلا باستقامته آمين بعزته‏

[الاستقامة بلسان عامة أهل الله‏]

وأما الاستقامة بلسان عامة أهل الله فهي أن تقول الاستقامة عامة في الكون كما قررنا فما ثم طريق إلا وهو مستقيم لأنه ما ثم طريق إلا وهو موصل إلى الله ولكن قال الله تعالى لنبيه ولنا فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ لم يخاطبه بالاستقامة المطلقة فإنه قد تقرر أن إِلَى الله تَصِيرُ الْأُمُورُ وأنه غاية كل طريق ولكن الشأن إلى أي اسم تصل وتصير من الأسماء الإلهية فينفذ في الواصل إليه أثر ذلك الاسم من سعادة ونعيم أو شقاوة وعذاب فمعنى الاستقامة الحركات والسكنات على الطريقة المشروعة

[الصراط المستقيم رأسه منازله أحواله أحكامه‏]

والصراط المستقيم هو الشرع الإلهي والايمان بالله رأس هذا الطريق وشعب الايمان منازل هذا الطريق التي بين أوله وغايته وما بين المنزلين أحواله وأحكامه ولما كان الصراط المستقيم مما تنزلت به الملائكة المعبر عنها بالأرواح العلوية وهي الرسل من الله إلى المصطفين من عباده المسمين أنبياء ورسلا جعل الله بينها وبين من تنزل عليه من هؤلاء الأصناف نسبا جوامع بينهما بتلك النسب يكون الإلقاء من الملائكة وبها يكون القبول من الأنبياء فكل من استقام بما أنزل على هؤلاء المسمين أنبياء ورسلا من البشر بعد ما آمن بهم أنهم رسل الله وأنهم أخذوا ما جاءوا به عن رسل آخرين ملكيين تنزلت الملائكة عليهم أيضا بالبشرى وكانت لمن هذه صفته جلساء

[الأرواح العلوية والاسم الذي تولاها من الحضرة الإلهية]

ولما كانت هذه الأرواح العلوية حية بالذات كان الاسم الذي تولاها من الحضرة الإلهية الاسم الحي كما كان المتولي من الأسماء الإلهية لمن كانت حياته عرضية مكتسبة الاسم المحيي فما عقل الملك قط الأحياء بخلاف البشر فإنهم كانوا أمواتا فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم ولأهل هذه الحياة العرضية من العناصر ركن الماء قال تعالى وكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ وقال وجَعَلْنا من الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍّ فالماء أصل العناصر والأسطقسات والعرش الملك وما تم الملك وكمل إلا في عالم الاستحالة وهو عالم الأركان الذي أصله الماء ولو لا عالم الاستحالة ما كان الله يصف نفسه بأنه كل يوم في شأن فالعالم يستحيل والحق في شأن حفظ وجود أعيانه يمده بما به بقاء عينه من الإيجاد فهو الشأن الذي هو الحق عليه وليس لغير عالم الاستحالة هذه الحقيقة

[من استقام على الطريقة سقاه الله بماء الحقيقة]

ولما صار الماء أصلا لكل حي حياته عرضية كان من استقام سقاه الله ماء الحياة فإن كان سقي عناية كالأنبياء والرسل حيي به من شاء الله وإن كان سقي ابتلاء لما فيه من الدعوى كان بحكم ما أريد بسقيه قال تعالى وأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ فهذا سقي ابتلاء

[الاستقامة انبعاث من رقدة الغفلات وقيام بحقوق الواجبات‏]

وإنما طلبت الاستقامة من المكلف في القيام بفرائض الله عليه فإن المكلف من جهة الحقيقة ملقى طريح عند باب سيده تجري عليه تصاريف الأقدار وما أودع الله في حركات هذه الأكوار مما يجي‏ء به الليل والنهار من تنوع الأطوار بين محو وإثبات لظهور آيات بعد آيات وقد جعل الله المكلف محلا للحياة والحركات وطلب منه القيام من تلك الرقدة بما كلفه من القيام بحقه فأصعب ما يمر على العارفين أمر الله بالاستقامة وهو قوله تعالى فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ومن تابَ مَعَكَ ولا تَطْغَوْا



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!