اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(التوحيد الثالث والثلاثون)


من نفس الرحمن هو قوله هُوَ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هذا توحيد العلم وهو من توحيد الهوية وهو توحيده من حيث التفرقة لأنه ميز بين الغيب والشهادة وجمع بين العلم والرحمة وهذا لا يكون إلا في العلم اللدني وهو العلم الذي ينفع صاحبه قال في عبده خضر آتَيْناهُ رَحْمَةً من عِنْدِنا وهو قوله الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ثم قال وعَلَّمْناهُ من لَدُنَّا عِلْماً من قوله عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ فعلم الرحمة يكون معه اللين والعطف وهو الذي من لدنه والغصن اللدن هو الرطيب ويُؤْتِ من لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً فعظمه وما أَرْسَلْناكَ وما أرسل إلا بالعلم إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فجعل إرساله رحمة فهو علم يعطي السعادة في لين فَبِما رَحْمَةٍ من الله لِنْتَ لَهُمْ فالعلم وإن كان شريفا فإن له معادن أشرفها ما يكون من لدنه فإن الرحمة مقرونة به ولها النفس الذي ينفس الله به عن عباده ما يكون من الشدة فيهم