اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل النواشئ الاختصاصية الغيبية من الحضرة المحمدية
جملة واحدة أن يأمر الله أحدا بشريعة يتعبده بها في نفسه أو يبعثه بها إلى غيره وما نمنع أن يعلمه الحق على الوجه الذي نقرره وقرره أهل طريقنا بالشرع الذي تعبده به على لسان الرسول عليه السلام من غير أن يعلمه ذلك عالم من علماء الرسوم بالمبشرات التي أبقيت علينا من آثار النبوة وهي الرؤيا يراها الرجل المسلم أو ترى له وهي حق ووحي ولا يشترط فيها النوم لكن قد تكون في النوم وفي غير النوم وفي أي حالة كانت فهي رؤيا في الخيال بالحس لا في الحس والمتخيل قد يكون من داخل في القوة وقد يكون من خارج بتمثل الروحاني أو التجلي المعروف عند القوم ولكن هو خيال حقيقي إذا كان المزاج المستقيم المهيا للحق فإذا ورد الملك على النبي عليه السلام بحكم أو بعلم خبري وإن كان الكل من قبيل الخبر ولقي تلك الصورة الروح الإنساني وتلاقى هذا بالإصغاء وذلك بالإلقاء وهما نوران احتد المزاج واشتعل وتقوت الحرارة الغريزية المزاجية في النورين وزادت كميتها فتغير وجه الشخص لذلك وهو المعبر عنه بالحال وهو أشد ما يكون وتصعد الرطوبات البدنية بخارات إلى سطح كرة البدن لاستيلاء الحرارة فيكون من ذلك العرق الذي يطرأ على أصحاب هذه الأحوال للانضغاط