اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الحكمة علم بمعلوم خاص]


اعلم أيدك الله أن الحكمة علم بمعلوم خاص وهي صفة تحكم ويحكم بها ولا يحكم عليها واسم الفاعل منها حكيم فلها الحكم واسم الفاعل من الحكم الذي هو أثرها حاكم وحكم وبهذا سمي الرسن الذي يحكم به الفرس حكمة فكل علم له هذا النعت فهو الحكمة والأشياء المحكوم عليها بكذا تطلب بذاتها واستعدادها ما يحتاج إليه فلا يعطيها ذلك إلا من نعته الحكمة واسمه الحكيم فهل للاستعدادات حكم في هذا المسمى حكيما أو الحكمة لها الحكم أو المجموع فأما الاستعداد على الانفراد فلا أثر له فإنا نرى من يستحق أمرا ما باستعداده وهو بين يدي عالم لكنه ليس بحكيم فلا يعطيه ما يستحقه لكونه جاهلا وقد يمنعه ما يستحقه مع كونه موصوفا بالعلم بما يستحقه ذلك الأمر وما يفعل فلا بالمجموع ولا بالانفراد فعلمنا إن ذلك راجع إلى أمر رابع ما هو الحكمة ولا العليم بالحكمة ولا استعداد الأمر الذي يطلب الحكمة وذلك الأمر الزائد هو الذي يبعثه على إعطاء ذلك الأمر حقه لعلمه بما يستحقه وحينئذ يسمى حكيما وما لم يكن منه ذلك فهو عالم بالحكمة وبما تستحقه وما يستحقه ذلك الأمر باستعداده فلا يسمى حكيما إلا بوجود هذا الاستعمال وهو قوله أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ