و إن لم تعطه فالخلق يعطي *** و ليس يكون مشكورا هناكا
و حق الحق أولى يا ولي *** بأن يقضي به وحي أتاكا
فإن تبلغ مناه كما تمنى *** يبلغك الإله به مناكا
[الطلب لا يكون الا بنوع من الإذلال]
قال اللّٰه تعالى ﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23] و قضاؤه لا يرد علمنا إن نتيجة هذا الذكر شهود هذه الآية بلا شك فإن الحق هو الوجود و الأشياء صور الوجود فارتبط الأمر ارتباط المادة بالصورة و العبادة ذلة بلا شك في اللسان المنزل به هذا القرآن و الأمر إذا ارتبط بين أمرين لا يمكن لكل واحد منهما أن يكون عنه ذلك الأمر إلا بارتباطه بالأمر الآخر علمنا إن كل واحد من الأمرين المرتبطين للحب الذي قام لكل واحد منهما في ظهور الأمر الثالث و إنه طالب للأمر الثاني فصح الطلب من كل واحد و الحاصل لا يبتغى فلا بد أن يتصفا بالفقد لما يبغيان وجوده و الطلب لا يكون إلا بنوع من الإذلال ﴿وَ قٰالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:60]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية