اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منازلة زمان الشىء وجوده إلا أنا فلا زمان لى وإلا أنت فلا زمان لك فأنت زمانى وأنا زمانك
أ لا ترى إلى قوله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الذي ليس من شأنه ولا من شأن الأنبياء عليه السلام إن ينهزم ولا إن يقتل في مصاف لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً ولَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً فوصفه بالانهزام وقوله صدق أ لا ترى ذلك عن رؤيته أجسامهم أ ليسوا أناسا مثله فما ينهزم إلا من أمر يريد إعدامه ولا يملأ مع شجاعته وحماسته رعبا إلا من شيء يهوله فلو لم ير منهم ما هو أهول مما رآه ليلة إسرائه ما امتلأ رعبا مما رآه وقد رأيناهم وما ملئنا رعبا لأنا ما شهدنا منهم إلا صور أجسامهم فرأيناهم أمثالنا فذلك الذي كان يملؤه رعبا وما ذكر الله إلا رؤية عينهم لأنه قال لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ فوصفه بالاطلاع فهم أسفل منه بالمقام ومع هذا كان يولي منهم فرارا خوفا أن يلحق بهم فينزل عن مقامه ويملأ منهم رعبا لئلا يؤثروا فيه كما قلنا من تأثير الأدنى في الأعلى
كقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم رب ضاحك ملء فيه لا يدري أرضى الله أم أسخطه
وقال ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ الله ومن علم الأمر على هذا حقيق عليه أن يولي فرارا ويملأ رعبا هل رأيتم عاقلا يقف


