اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل المزيد وسرّ وسرّين من أسرار الوجود والتبدّل وهو من الحضرة المحمدية
ليس إلا الله وحده وجودا ويسمى خلقا لحكم الممكن في تلك العين فإذا علم العبد ما هي العين الموجودة وما هو الحكم وإنه عن عين معدومة لم يبال وزال ما كان يجده من ثقل الكون الذي من أجله سمي الجن والإنس بالثقلين وهو اسم لكل موجود طبيعي وزال عنه ما كان يحس به من الألم النفسي والحسي ورفعه الله عند هذا مَكاناً عَلِيًّا وهو نصيبه من مقام إدريس عليه السلام فارتفعت مكانته وزالت زمانته وحمد مسراه وعلم ما أعطاه سراة فتميزت المراتب واتحدت المذاهب وتبحرت الجداول والمذانب واستوى القادر وغير القادر والكاسب فأعظم الإقبال وأعلاه من يكون إقباله على الله عين نفسه الخارج وصدوره عن الله وهو عين إقباله عين نفسه الداخل فهو مقبل على الله من كونه محيطا بالنفس الخارج ومقبل على الله في صدوره بنفسه الداخل من كون الحق وسعه قلبه فيكون مستفيدا في كل نفس بين اسم إلهي ظاهر وبين اسم إلهي باطن فالنفس الخارج إلى الحق المحيط الظاهر ليريه عين الحق في الآيات في الآفاق والنفس الداخل إلى الحق الباطن ليريه عين الحق في نفسه فلا يشهد ظاهرا ولا باطنا إلا حقا فلا يبقى له في ذاته اعتراض في فعل من الأفعال إلا بلسان حق لإقامة أدب فالم


