اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة القرب وهو القيام بالطاعات وقد يطلقونه ويريدون به قول قاب قوسين وهما قوسا الدائرة إذا قطعت بخط أو أدنى
الواردات مع أنها ما ترد إلا على قلب مستعد لقبولها فإذا ورد الوارد على القلب فجأة من غير تصنع فيعطيه ذلك الوارد حسرة فوت الوقت فإنه منبه لمن غفل عن حكم وقته فيه فلم يتأدب مع وارد وقته أراد الحق أن ينبهه عناية منه به فبعث إليه هذا الوارد رسولا من الله يكشف له عن فوت وقته وإنه ممن أساء الأدب مع الله فيندمه على ما كان منه من فوت الوقت فيجبر له هذا الندم فضيلة ما فاته من وقته حتى يكون كأنه ما فاته شيء وهذا غلط عظيم فيتزين وقته بزينة ندمه كما كان يتزين بزينة أدبه معه لو حضر معه ولم يفته فهذه فائدة الهجوم يجبر الوقت الذي فإنه ولنا في ذلك
بادر لجبر الذي قد فات من عمرك *** ولتتخذ زادك الرحمن في سفرك
وأما البوادة فهي أيضا فجأة إلهية تفجأ القلوب من حضرة الغيب بحكم الوقت ولا تأتي في اصطلاحهم هذه البوادة إلا أن تعطي فرحا في القلب أو حزنا فتضحك وتبكي وهو قول أبي يزيد ضحكت زمانا وبكيت زمانا يريد أنه كان في حكم البوادة ثم قال وأنا اليوم لا أضحك ولا أبكي يعرف بانتقاله من تأثر حال البوادة فيه إلى حال العظمة ولا تكون البوادة إلا فيمن يتصف ومن ل


