اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الهيبة أثر تجلى جلال الجمال الإلهي لقلب العبد]
اعلم أن الهيبة حالة للقلب يعطيها أثر تجلى جلال الجمال الإلهي لقلب العبد فإذا سمعت من يقول إن الهيبة نعت ذاتي للحضرة الإلهية فما هو قول صحيح ولا نظر مصيب وإنما هي أثر ذاتي للحضرة إذا تجلى جلال جمالها للقلب وهي عظمة يجدها المتجلي له في قلبه إذا أفرطت تذهب حاله ونعته ولا تزيل عينه فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ ذلك التجلي دَكًّا فما أعدمه ولكن أزال شموخه وعلوه وكان نظر موسى في حال شموخه وكان التجلي له من الجانب الذي لا يلي موسى فلما صار دكا ظهر لموسى ما صير الجبل دكا ف خَرَّ مُوسى صَعِقاً لأن موسى ذو روح له حكم في مسك الصورة على ما هي عليه وما عدا الحيوان فروحه عين حياته لا أمر آخر فكان الصعق لموسى مثل الدك للجبل لاختلاف الاستعداد إذ ليس للجبل روح يمسك عليه صورته فزال عن الجبل اسم الجبل ولم يزل عن موسى بالصعق اسم موسى ولا اسم الإنسان فأفاق موسى ولم يرجع الجبل جبلا بعد دكه لأنه ليس له روح يقيمه فإن حكم الأرواح في الأشياء ما هو مثل حكم الحياة لها فالحياة دائمة في كل شيء والأرواح كالولاة وقتا يتصفون بالعزل ووقتا يتصفون بالولاية ووقتا بالغيبة عنها مع بقاء الولاية فالولاية

