اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى السر


لما صدقت هذه النسبة وهو الصادق فإنه ما أضاف التصوير إلى غيره فقال كَيْفَ يَشاءُ أي كيف أراد فظهر في هذه الكيفية أن مشيئته تقبل الكيفية مع نعته بالعزة ثم بالحكمة والحكيم هو المرتب للأشياء التي أنزلت منازلها فالتصوير يستدعيه إذ كان هو المصور لا الملك مع العزة التي تليق بجلاله فحير العقول السليمة التي تعرف جلاله وأما أهل التأويل فما حاروا ولا أصابوا أعني في خوضهم في التأويل وإن وافقوا العلم فقد ارتكبوا محرما عليهم يسألون عنه يوم القيامة هم وكل من تكلم في ذاته تعالى ونزهة عما نسبه إلى نفسه ورجح عقله على إيمانه وحكم نظره في علم ربه ولم يكن ينبغي له ذلك وهوقوله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له
وذكر بعض ما كذبه فيه لا كله وأبقى له ضربا من الرجاء حيث أضافه إليه في الحديث الذي يقول فيه عبدي فإن قال ابن آدم وهو الأصح في الرواية فأبعده عن نفسه وأضافه إلى ظاهر آدم عليه السلام لأن المعصية بالظاهر وقعت وهو القرب من الشجرة والأكل ونسي ولم يجد له عزما وهو عمل الباطن فبرأ باطنه منها وكانَ عِنْدَ الله وَجِيهاً مجتبى كما قال تعالى