اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(التوحيد الثاني)


من نفس الرحمن الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فهذا توحيد الهوية وهو توحيد الابتداء لأن الله فيه مبتدأ ونعته في هذه الآية بصفة التنزيه عن حكم السنة والنوم لما يظهر به من الصور التي يأخذها السنة والنوم كما يرى الإنسان ربه في المنام على صورة الإنسان التي من شأنها أن تنام فنزه نفسه ووحدها في هذه الصورة وإن ظهر بها في الرؤيا حيث كانت فما هي ممن تأخذها سنة ولا نوم فهذا هو النعت الأخص بها في هذه الآية وقدم الحي القيوم لأن النوم والسنة لا يأخذ إلا الحي القائم أي المتيقظ إذ كان الموت لا يرد إلا على حي فلهذا قيل في الحق إنه الحي الَّذِي لا يَمُوتُ كذلك النوم والسنة والسنة أول النوم كالنسيم للريح فإن النوم بخار وهو هواء والنسيم أوله والسنة أول النوم فلا يرد إلا على متصف باليقظة فهذا توحيد التنزيه عمن من شأنه أن يقبل ما نزه عنه هذا الإله الحي القيوم ولو لا التطويل لذكرنا تمام الآية بما فيها من الأسماء الإلهية