اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(منصة ومجلى)


وذلك أنه لا يخاف من هذا إلا عارف متوسط لم يبلغ التحقيق في المعرفة إلا أنه يشعر به من غير ذوق سوى ذوق الشعور وهو محب والمحب مطيع لمحبوبه في جميع أوامره وتحقيق الأمر يعطي أن الآمر عين المأمور والمحب عين المحبوب إلا إن الظاهر يظهر بحسب ما تعطيه حقيقة المظهر وبالمظاهر تظهر التنوعات في الظاهر وتختلف الأحكام والأسامي وبها يظهر الطائع والعاصي فالذي هو في مقام الشعور ولم يحصل في حد أن ينزل الأشياء منازلها في الظاهر يخاف أن يصدر منه ما يناقض الحرمة في خدمته إذ يقول ليس إلا هو كما يذهب إلى ذلك من يرى الأعيان عينا واحدة ولكن لا يعرف كيف فلا يزال يسيء الأدب لأنه أخذ ذلك عن غير ذوق وهذا مذهب من يرى أن المدبر أجسام الناس روح واحدة وأن عين روح زيد هو عين روح عمرو وفيه من الغلط ما قد ذكرناه في غير هذا الموضع وهو أنه يلزم ما يعلمه زيد لا يجهله عمرو لأن العالم من كل واحد عين روحه وهو واحد والشيء الواحد لا يكون عالما بالشيء جاهلا به فيخاف المحب إن صدرت منه قلة حرمة بهفوة وغلط أن يستند فيها بعد وقوعها إلى ما ذكرناه فيحصل في قلة المبالاة بما يظهر