اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من أوصاف المحبة أن يجمع المحب في حبه بين الضدين]
فمن أوصاف المحبة أن يجمع المحب في حبه بين الضدين ليصح كونه على الصورة لما فيه من الاختيار وهذا هو الفرق بين الحب الطبيعي والروحاني والإنسان يجمعهما وحده والبهائم تحب ولا تجمع بين الضدين بخلاف الإنسان وإنما جمع الإنسان في حبه بين الضدين لأنه على صورته وقد وصف نفسه بالضدين وهو قوله هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ وصورة جمع الحب بين الضدين أن الحب من صفاته اللازمة له حب الاتصال بالمحبوب ومن صفاته اللازمة حب ما يحبه المحبوب فيحب المحبوب الهجر فإن أحب المحب الهجر فقد فعل ما لا نقتضيه المحبة فإن المحبة تطلب الاتصال وإن أحب الاتصال فقد فعل ما لا تقتضيه المحبة فإن المحب يحب ما يحب محبوبه ولم يفعل فالمحب محجوج على كل حال وغاية الجمع بينهما أن يحب حب المحبوب للهجر لا الهجر ويحب الاتصال ولا تخرج هذه المسألة على أكثر من هذا كالراضي بالقضاء فيصح له اسم الرضاء بالقضاء مع كونه لا يرضى بالمقضي إذا كان المقضي به كفرا كذا ورد الشرع وهكذا في مسألة الحب يحب المحب الاتصال بالمحبوب ويحب حب المحبوب الهجر لا يحب الهجر لأن الهجر ما هو عين حب المحبوب الهجر كما أن القضاء ما هو عين المقضي فإن


