اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[المعية والشيئية]


ولا شك أن المعية في هذا الخبر ثابتة والشيئية منفية والمعية تقتضي الكثرة والموجود الحق هو عين وجوده في نسبته إلى نفسه وهويته وهو عين المنعوت به مظهره فالعين واحدة في النسبتين فهذه المعية كيف تصح والعين واحدة فالشيئية هنا عين المظهر لا عينه وهو معها لأن الوجود يصحبها وليست معه لأنها لا تصحب الوجود وكيف تصحبه والوجوب لهذا الوجود ذاتي ولا ذوق للعين الممكنة في الوجوب الذاتي فهو يقتضيها فيصح إن يكون معها وهي لا تقتضيه فلا يصح أن تكون معه فلهذا نفى الشيء أن يكون مع هوية الحق لأن المعية نعت تمجيد ولا مجد لمن هو عديم الوجوب الوجودي لذاته فإن الشيء لا يكون مع الشيء إلا بحكم الوعيد أو الوعد بالخير وهذا لا يتصور من الدون للأعلى فالعالم لا يكون مع الله أبدا سواء اتصف بالوجود أو العدم والواجب الوجود الحق لذاته يصح له نعت المعية مع العالم عدما ووجودا