اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[جواب الباطنية عن الله]


فحصلوا من العلم بالله ما لم يكن عندهم بالقصد الأول حين حازوا العساكر وكان الذي حجبهم ابتداء عن هذه المعرفة غيرتهم أن يشترك الحق مع كون من الأكوان في حال أو عين أو نسبة فلهذا كان مقصودهم أن يلحقوا الأعيان بمطلق العدم وهو المقام الذي تشير إليه الباطنية بقولها في جواب من يقول لها الله موجود فنقول ليس بمعدوم فإذا قلت لهم الله حي تقول ليس بميت فإن قيل لهم فالله قادر قالت ليس بعاجز فلا تجيب قط بلفظة تعطي الاشتراك في الثبوت فتجيب بالسلب وهذا كله من باب الغيرة ولا تقدر تنفي الأعيان فتستعين بهؤلاء العساكر على إعدام هذه الأعيان وزوال حكم الثبوت منها فتجد العساكر توجدها وتكسوها حلة الوجود فإذا رأت أنها مظاهر الحق رضيت بأن تبقيها أعيانا ثابتة ولا تراها موجودة ويكون عين شهودها ناظرة فيها إلى وجود الحق وأنه لا وجود اكتسبته من الحق بل حكمها مع الوجود حكمها ولا وجود وإن الذي ظهر ما هو غير هذا غايتها وهو قوله إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها فكان منتهاها ربها
