اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[اهدنا الصراط المستقيم]


ثم قال الله يقول العبد اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ فيقول الله هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل
فإذا قال العارف اهْدِنَا أحضر الاسم الإلهي الهادي وسأله أن يهديه الصراط المستقيم أن يبينه له ويوفقه إلى المشي عليه وهو صراط التوحيدين توحيد الذات وتوحيد المرتبة وهي الألوهية بلوازمها من الأحكام المشروعة التي هي حق الإسلام في قوله صلى الله عليه وسلم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله فيحضر في نفسه الصراط المستقيم الذي هو عليه الرب من حيث ما يقود الماشي عليه إلى سعادته أخبر الله تعالى عن هود أنه قال إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فإن العارف إذا مشى على ذلك الصراط الذي عليه الرب تعالى على شهود منه كان الحق أمامه وكان العبد تابعا للحق على ذلك الصراط مجبورا وكيف لا يكون تابعا مجبورا وناصيته بيد ربه يجره إليه فإن الله يقول ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فدخل في حكم هذه الآية جميع ما دب علوا وسفلا دخول ذلة وعبودية والناس في ذلك بين مكاشف يرى اليد