اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى
يطلب المألوه بالذات وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فهو الغاية ومنه بدا الأمر كله ولذلك جاء بالرجوع لأنه لا يمكن أن يكون رجوع إلا من خروج تقدم والموجودات كلها المحدثات ما خرجت إلى الوجود إلا عن الله فلهذا ترجع أحكامها إليه ولم تزل عنده وإنما سميت راجعة لما طرأ للخلق من رؤية الأسباب التي هي حجب على أعين الناظرين فلا يزالون ينظرون ويخترقون الأسباب من سبب إلى سبب حتى يبلغوا إلى السبب الأول وهو الحق فهذا معنى الرجوع ومن ذلك من جاء شيئا إمرا أحدث له القرين ذكرا قال كل أمر يقع التعجب منه فإن صاحبه الذي أوجده للتعجب ما أوجده بهذه الحالة إلا ليحدث منه ذكرا لهذا الذي تعجب منه فلا تستعجل فإنه لا بد أن يخبره موجدة بحديثه إلا إن الإنسان خلق عجولا ففي طبعه الحركة والانتقال لأنها أصله فإن خروجه من العدم إلى الوجود نقله فهو في أصل نشأته ووجوده متحرك فلهذا قال خُلِقَ الْإِنْسانُ من عَجَلٍ وخلق


