اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

على كل حال فإنه مسير على كل حال ومن رأى أنه يسير لا غير فهو بحكم ما بعثه على السير فإن كان بعثه باعث يقتضي الإحرام أحرم فإنه كمن أراد الحج أو العمرة أو هما معا وإن كان باعثه غير ذلك فهو بحسب باعثه كما قاله صلى الله عليه وسلم لمن أراد الحج والعمرة وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح أيضا إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
فليس له أن يحرم وهو لم ينو حجا ولا عمرة وما عندنا شرع يوجب عليه أن ينوي الحج أو العمرة ولا بد ثم فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا ما أراد وما حجر ولا ذم
فقال فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يقول الله تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فمن قائل هي شوال وذو القعدة وذو الحجة وبه أقول ومن قائل شوال وذو القعدة وتسع من ذي الحجة ومن قائل في أي وقت شاء من السنة وكذلك العمرة في أي وقت شاء من السنة وكرهها بعضهم في يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق واختلفوا في تكرارها في السنة الواحدة فمنهم من استحب عمرة في كل سنة وكره ما زاد على ذلك ومنهم من قال لا كراهة في ذلك وبه أقول

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الميقات الزماني إنما عينه الاسم الإلهي الدهر واعلم أن الزمان منه ما هو فوق الطبيعة وهو مذهب المتكلمين ومنه ما هو تحت الطبيعة فله الحكم العام فالذي له من الحكم تحت الطبيعة فحكم جسماني يتميز بحركات الأفلاك والزمان في نفسه معقول والطريق إلى معقوليته الوهم فهو امتداد متوهم تقطعه حركات الأفلاك كالخلاء امتداد متوهم لا في جسم فحاصله على هذا القول أنه عدم لا وجود وأما الزمان الذي فوق الطبيعة فتميزه الأحوال وتعينه في أمر وجودي يلقيه إلى العقل الاسم الدهر وتصحبه لفظة متى في لسان العرب فمتى يصحب الزمان الطبيعي وغير الطبيعي وقد وقع في الأمور والنسب الإلهية والزمانية نسبة الزمان والمكان وهما ظرفان ففي المكان
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للسوداء أين الله
وقوله تعالى هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ الله في ظُلَلٍ من الْغَمامِ فذكر اعتقادهم وما جرح وما صوب ولا أنكر ولا عرف ومثل هذا في الشرع كثير وفي الزمان قوله سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ولِلَّهِ الْأَمْرُ من قَبْلُ ومن بَعْدُ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقد ورد في الصحيح لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر
تنزيها لهذه اللفظة أي أنها من الألفاظ المشتركة كالعين والمشتري فالدهر الزماني مظهر للاسم الدهر والاسم بالفعل هو الظاهر فيه والفعل في الكون للظاهر لا للمظهر وحكم المظهر إنما هو في الظاهر حيث سماه بنفسه ولهذا تأوله من تأوله فقال معناه إنه الفاعل في الدهر وهذا خطأ بين لأنه لم يفرق بين الفعل من حيث نسبته إلى الفاعل ونسبته إلى المفعول فالحق فاعل والمفعول واقع في الدهر والفعل حال بين الفاعل والمفعول ولم يفرق هذا المتأول بين الفاعل والمفعول فهلا سلم علم ذلك لقائله وهو الله تعالى ولا تأوله تأول من لا يعرف ما يستحقه جلال الله من التعظيم
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

