Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل انتقال صفات أهل السعادة إلى أهل الشقاء فى الدار الآخرة من الحضرة الموسوية

إلا أهل طريقنا خاصة حكى القشيري أن رجلا رأى شخصا راكبا على حمار وهو يضرب رأس الحمار فنهاه عن ذلك فقال له الحمار دعه فإنه على رأسه يضرب فمن عرف الجزاء كيف لا يعرف ما سخر له وقد رأينا من مثل هذا كثيرا من الجمادات والحيوانات وقد طال الكلام وهذا القدر كاف في معرفة ترتيب العالم الذي هو أحد أقسام ما يحتوي عليه هذا المنزل من العلوم والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السادس والتسعون ومائتان في معرفة منزل انتقال صفات أهل السعادة إلى أهل الشقاء في الدار الآخرة من الحضرة الموسوية»

غشيت منازلا لمقام صدق *** لها في قلب نازلها خشوع‏

ونار الاصطلام لها وقود *** إذا ما ابتز خلعتها الضجيع‏

وأغذية العلوم تزيد حرصا *** ولا يذهب لها عطش وجوع‏

ولو طعم الوجود لمات جوعا *** ويحييه الخريف أو الربيع‏

بخلق ثم صلب في سطوح *** يجليها لرفعتها الرفيع‏

فعلم من تشاء بغير قهر *** عسى وقتا يكون له رجوع‏

يريد في البيت الخامس قوله تعالى أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ يريد الاعتبار في ذلك‏

[أن درجات الجنة على عدد دركات النار]

اعلم وفقنا الله وإياك أن درجات الجنة على عدد دركات النار فما من درج إلا ويقابله درك من النار وذلك أن الأمر والنهي لا يخلو الإنسان إما أن يعمل بالأمر أو لا يعمل فإن همل به كانت له درجة في الجنة معينة لذلك العمل خاصة وفي موازنة هذه الدرجة المخصوصة لهذا العمل الخاص إذا تركه الإنسان درك في النار لو سقطت حصاة من تلك الدرجة في الجنة لوقعت على خط استواء في ذلك الدرك من النار فإذا سقط الإنسان من العمل بما أمر فلم يعمل كان ذلك الترك لذلك العمل عين سقوطه إلى ذلك الدرك قال تعالى فَاطَّلَعَ فَرَآهُ في سَواءِ الْجَحِيمِ فالاطلاع على الشي‏ء من أعلى إلى أسفل والسواء حد الموازنة على الاعتدال فما رآه إلا في ذلك الدرك الذي في موازنة درجته فإن العمل الذي نال به هذا الشخص تلك الدرجة تركه هذا الشخص الآخر الذي كان قرينه في الدنيا بعينه فانظر إلى هذا العدل الإلهي ما أحسنه وهما الرجلان اللذان ذكرهما الله في سورة الكهف المضروب بهما المثل وهو قوله تعالى واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ إلى آخر الآيات في قصتهما في الدنيا وذكر في الصافات حديثهما في الآخرة في قوله تعالى قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ وفيها ذكر المعاتبة وفي قوله تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ لما اطلع عليه فَرَآهُ في سَواءِ الْجَحِيمِ وهو قوله ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وورد في الأخبار الإلهية الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل فيما يقوله لعبده يوم القيامة أ فظننت إنك ملاقي‏

فلنمثل لك منها الأمهات التي بنى الإسلام عليها وهي خمسة لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحِجُّ الْبَيْتِ من اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا فمن الناس من آمن بها كلها فسعد ومنهم من كفر بها كلها فشقي ومنهم من آمن ببعضها وكفر ببعضها فهو ملحق بالكافر إلحاق حق وهكذا جميع الأوامر والنواهي التي تقتضيها فروع الشريعة في جميع حركات الإنسان وسكونه في الايمان بالحكم المشروع فيها والكفر والعمل المشروع فيها بظاهر الإنسان المكلف وباطنه وترك العمل ويحصر ذلك عقد وقول وعمل وفي مقابلته حل وصمت وترك عمل هذه مقابلة من وجه في حق قوم ومقابلة أخرى في حق قوم أو هذا الشخص بعينه وهو عقد مخالف لعقد وقول يخالف قولا وعمل مخالف لعمل إذ كان لا يلزم من صاحب الحل أن يكون قد عقد أمرا آخر فإن الحل إنما متعلقة ذلك العقد الإيماني بذلك المعقود عليه فأسقطه المعطل فلم يرتبط بعقد آخر وشخص آخر عقد على وجود الشريك لله فحل من عنقه عقد حبل التوحيد وعقد حبل التشريك فلهذا فصلنا الأمر على ما يكون عليه في الدار الآخرة موازنا لحالة الدنيا وهذا صورة الشكل في الأمهات وعليها نأخذ جميع المأمور بها والمنهي عنها من العمل بالمأمور والقول به والايمان به وترك ذلك حلا وعقدا

في الكل أو في البعض وكذلك المنهي عنها من العمل به والقول به والعقد عليه وترك ذلك حلا وعقدا للكل والبعض صورة درج الجنة ودرك النار والأعراف وهو السور الذي باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ من قِبَلِهِ الْعَذابُ والرقائق النازلة والصاعدة وضعناها لك لتتصورها في ذهنك إن كنت بعيد الفهم والله المعين لا رب غيره وهكذا درج العمل بالأمر والنهي ودرك ترك العمل بهما ودرج القول بالأمر والنهي ودرك تركهما عقدا وحلا

كلا وبعضا وهكذا مناسبات الجزاء كلها لا تختل قال الله عز وجل ومَكَرُوا ومَكَرَ الله وقال قالُوا (إِنَّا مَعَكُمْ) إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وقال إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا من الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وقال في الجزاء فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا من الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ثم بين فقال هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ فعم بالألف واللام ورد الفعل عليهم وقال تعالى نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ ولهذا سمي جَزاءً وِفاقاً ولو لم يكن الأمر كذلك لما كان جزاء وقد ورد في المتكبرين أنهم يحشرون كأمثال الذر يطئوهم الناس بأقدامهم‏

صغارا لهم وذلة ولتكبرهم على أوامر الله فالجنة خير لا شر فيها والنار شر لا خير فيها فجميع علم المشرك وعمله وقوله الذي لو كان موحدا جوزي عليه في الجنة بحسبه يعطي ذلك الجزاء للموحد الجاهل بذلك الأمر والعلم المفرط في ذلك العمل التارك لذلك القول والجزاء عليه الذي لو كان مشركا لحصل له في النار يعطي لذلك المشرك الذي لا حظ له في الجنة فإذا رأى المشرك ما كان يستحقه لو كان سعيدا يقول يا رب هذا لي فأين جزاء عملي الذي هذا جزاؤه فإن الأعمال بمكارم الأخلاق والتحريض عليها الذي هو القول يقتضي جزاء حسنا وقع ممن وقع فيقول الله له لما عملت كذا ويذكر له ما عمل من مكارم الأخلاق والقول بها والعمل بمواقعها قد جازيتك على ذلك بما أنعمت به عليك من كذا وكذا فيقرر عليه جميع ما أنعمه عليه جزاء لا نعمة في خلقه المبتدأة التي ليست بجزاء فيزنها المشرك هنالك بما قد كشف الله من علم الموازنة فيقول صدقت فيقول الله له فما نقصتك من جزائك شيئا والشرك قطع بك عن دخول دار الكرامة فتنزل فيها على موازنة هذه الأعمال ولكن أنزل على درجات تلك الأعمال فإن صاحبها منعه التوحيد أن يكون من أهل هذه الدار فهذا هو من الميراث الذي بين أهل الجنة وأهل النار ونذكر الكلام في هذا الفصل في باب الجنة والنار من هذا الكتاب فهذا هو الانتقال الذي بين أهل السعادة وأهل الشقاء فإن المؤمن هنا في عبادة والعبادة تعطيه الخشوع والذلة والكافر في عزة وفرحة فإذا كان في هذا اليوم يخلع عز الكافر وسروره وفرحه على المؤمن ويخلع ذل المؤمن وخشوعه الذي كان لباسه في عبادته في الدنيا على الكافر يوم القيامة قال تعالى خاشِعِينَ من الذُّلِّ يَنْظُرُونَ من طَرْفٍ خَفِيٍّ فإن هذا النظر هو حال الذليل لا يقدر يرفع رأسه من القهر وذلك الخشوع من الكافر يوم القيامة والذلة والنظر المنكسر الذي لا يرفع بسببه رأسه إنما هو لله تعالى خوفا منه وهذا كان حال المؤمن في الدنيا لخوفه من الله ف ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ حيث يرى الإنسان صفة عزه وسروره وفرحه على غيره ويرى ذل غيره وغمه وحزنه على نفسه فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم سؤال الحق عباده السعداء عن مراتب الأشقياء بأي اسم يسأل وعلم المناسبات وعلم ما تعطيه الأفكار وعلم الكيفيات وهو على ضربين ضرب منه لا يعرف إلا بالذوق وضرب منه يدرك بالفكر وهو من باب التوسع في الخطاب لا من باب التحقق فإن التحقق بعلم الكيفيات إنما هو ذوق ولقد نبهني الولد العزيز العارف شمس الدين إسماعيل بن سودكين التوري على أمر كان عندي محققا من غير الوجه الذي نبهنا عليه هذا الولد ذكرناه في باب الحروف من هذا الكتاب وهو التجلي في الفعل هل يصح أو لا يصح فوقتا كنت أنفيه بوجه ووقتا كنت أثبته بوجه يقتضيه ويطلبه التكليف إذ كان التكليف بالعمل لا يمكن أن يكون من حكيم عليم يقول اعمل وافعل لمن يعلم أنه لا يعمل ولا يفعل إذ لا قدرة له عليه وقد ثبت الأمر الإلهي بالعمل للعبد مثل أَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ واصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا وجاهِدُوا فلا بد أن يكون له في المنفعل عنه تعلق من حيث الفعل فيه يسمى به فاعلا وعاملا وإذا كان هذا فبهذا القدر من النسبة يقع التجلي فيه فبهذا الطريق كنت أثبته وهو طريق مرضي في غاية الوضوح يدل أن القدرة الحادثة لها نسبة تعلق بما كلفت عمله لا بد من ذلك ورأيت حجة المخالف واهية في غاية من الضعف والاختلال فلما كان يوما فاوضني في هذه المسألة هذا الولد إسماعيل أبو سودكين المذكور فقال لي وأي دليل أقوى على نسبة الفعل إلى العبد وإضافته إليه والتجلي فيه إذ كان من صفته من كون الحق خلق الإنسان على صورته فلو جرد عنه الفعل لما صح أن يكون على صورته ولما قبل التخلق بالأسماء وقد صح عندكم وعند أهل الطريق بلا خلاف إن الإنسان مخلوق على السورة وقد صح التخلق بالأسماء فلم يقدر أحد أن يعرف ما دخل علي من السرور بهذا التنبيه فقد



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!