Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة أقطاب صل فقد نويت وصالك وهو من منزل العالَم النورانى

يذهب وتبقي حياة الحرف معه فإن الشكل لا يدبره سوى روح واحد وينتقل روح ذلك الحرف الواحد إلى البرزخ مع الأرواح فإن موت الشكل زواله بالمحو وهذا الشكل الآخر المركب من حرفين أو ثلاثة أو ما كان ليس هو عين الحرف الأول الذي لم يكن مركبا إن عمرا ليس هو عين زيد وإن كان مثله وأما الحروف اللفظية فإنها تتشكل في الهواء ولهذا تتصل بالسمع على صورة ما نطق بها المتكلم فإذا تشكلت في الهواء قامت بها أرواحها وهذه الحروف لا يزال الهواء يمسك عليها شكلها وإن انقضى عملها فإن عملها إنما يكون في أول ما تتشكل في الهواء ثم بعد ذلك تلتحق بسائر الأمم فيكون شغلها تسبيح ربها وتصعد علوا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وهو عين شكل الكلمة من حيث ما هي شكل مسبح لله تعالى ولو كانت كلمة كفر فإن ذلك يعود وباله على المتكلم بها لا عليها ولهذا قال الشارع إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما لا يظن أن تبلغ ما بلغت فيهوي بها في النار سبعين خريفا فجعل العقوبة للمتلفظ بها بسببها وما تعرض إليها فهذا كلام الله سبحانه يعظم ويمجد ويقدس المكتوب في المصاحف ويقرأ على جهة القربة إلى الله وفيه جميع ما قالت اليهود والنصارى في حق الله من الكفر والسب وهي كلمات كفر عاد وبالها على قائلها وبقيت الكلمات على بابها تتولى يوم القيامة عذاب أصحابها أو نعيمهم‏

[الحروف اللفظية والمستحضرة خالدة]

وهذه الحروف الهوائية اللفظية لا يدركها موت بعد وجودها بخلاف الحروف الرقمية وذلك لأن شكل الحرف الرقمي والكلمة الرقمية تقبل التغيير والزوال لأنه في محل يقبل ذلك والأشكال اللفظية في محل لا يقبل ذلك ولهذا كان لها البقاء فالجو كله مملوء من كلام العالم يراه صاحب الكشف صورا قائمة وأما الحروف المستحضرة فإنها باقية إذ كان وجود أشكالها في البرزخ لا في الحس وفعلها أقوى من فعل سائر الحروف ولكن إذا استحكم سلطان استحضارها واتحد المستحضر لها ولم يبق فيه متسع لغيرها ويعلم ما هي خاصيتها حتى يستحضرها من أجل ذلك فيرى أثرها فهذا شبيه الفعل بالهمة وإن لم يعلم ما تعطيه فإنه يقع الفعل في الوجود ولا علم له به وكذلك سائر أشكال الحروف في كل مرتبة وهذا الفعل بالحرف المستحضر يعبر عنه بعض من لا علم له بالهمة وبالصدق وليس كذلك وإن كانت الهمة روحا للحرف المستحضر لا عين الشكل المستحضر وهذه الحضرة تعم الحروف كلها لفظيها ورقميها

[خواص أشكال الحروف‏]

فإذا علمت خواص الأشكال وقع الفعل بها علما لكاتبها أو المتلفظ بها وإن لم يعين ما هي مرتبطة به من الانفعالات لا يعلم ذلك وقد أينا من قرأ آية من القرآن وما عنده خبر فرأى أثرا غريبا حدث وكان ذا فطنة فرجع في تلاوته من قريب لينظر ذلك الأثر بأية آية يختص فجعل يقرأ وينظر فمر بالآية التي لها ذلك الأثر فرأى الفعل فتعداها فلم ير ذلك الأثر فعاود ذلك مرارا حتى تحققه فاتخذها لذلك الانفعال ورجع كلما أراد أن يرى ذلك الانفعال تلا تلك الآية فظهر له ذلك الأثر وهو علم شريف في نفسه إلا أن السلامة منه عزيزة فالأولى ترك طلبه فإنه من العلم الذي اختص الله به أولياءه على الجملة وإن كان عند بعض الناس منه قليل ولكن من غير الطريق الذي يناله الصالحون ولهذا يشقى به من هو عنده ولا يسعد فالله يجعلنا من العلماء بالله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السابع والعشرون في معرفة أقطاب صل فقد نويت وصالك وهو من منزل العالم النوراني»

ولو لا النور ما اتصلت عيون *** بعين المبصرات ولا رأتها

ولو لا الحق ما اتصلت عقول *** بأعيان الأمور فأدركتها

إذا سألت عقول عن ذوات *** تعد مغايرات أنكرتها

شو قالت ما علمنا غير ذات *** تمد ذوات خلق أظهرتها

شهي المعنى ونحن لها حروف *** فمهما عينت أمرا عنتها

[الصلاة: منازلها ومناهلها]

[1- محبة الرب تسبق محبة العبد]

اعلم أيها الولي الحميم تولاك الله بعنايته إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ فقدم محبته إياهم على محبتهم إياه وقال أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي فقدم إجابته لنا إذا دعوناه على إجابتنا له إذا دعانا وجعل الاستجابة من العبيد لأنها أبلغ من الإجابة فإنه لا مانع له من الإجابة سبحانه فلا فائدة للتأكيد وللإنسان موانع من الإجابة لما دعاه الله إليه وهي الهوى والنفس والشيطان والدنيا فلذلك أمر بالاستجابة

فإن الاستفعال أشد في المبالغة من الأفعال وأين الاستخراج من الإخراج ولهذا يطلب الكون من الله العون في أفعاله ويستحيل على الله أن يستعين بمخلوق قال تعالى تعليما لنا أن نقول وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ من هذا الباب فلهذا قال في هذا الباب صل فقد نويت وصالك فقد قدم الإرادة منه لذلك فقال صل فإذا تعملت في الوصلة فذلك عين وصلته بك فلذلك جعلها نية لا عملا

[2- القرب الإلهي الخاص والعام‏]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا

وهذا قرب مخصوص يرجع إلى ما تتقرب إليه سبحانه به من الأعمال والأحوال فإن القرب العام قوله تعالى ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ من حَبْلِ الْوَرِيدِ ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ولكِنْ لا تُبْصِرُونَ فضاعف القرب بالذراع فإن الذراع ضعف للبشر أي قوله صل هو قرب ثم تقريب إليه شبرا فتبدي لك إنك ما تقربت إليه إلا به لأنه لو لا ما دعاك وبين لك طريق القربة وأخذ بناصيتك فيها ما تمكن لك أن تعرف الطريق التي تقرب منه ما هي ولو عرفنها لم يكن لك حول ولا قوة إلا به ولما كان القرب بالسلوك والسفر إليه لذلك كان من صفته النور لنهتدي به في الطريق كما قال تعالى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها في ظُلُماتِ الْبَرِّ وهو السلوك الظاهر بالأعمال البدنية والْبَحْرِ وهو السلوك الباطن المعنوي بالأعمال النفسية فأصحاب هذا الباب معارفهم مكتسبة لا موهوبة وأكلهم من تحت أقدامهم أي من كسبهم لها واجتهادهم في تحصيلها ولو لا ما أرادهم الحق لذلك ما وفقهم ولا استعملهم حين طرد غيرهم بالمعنى ودعاهم بالأمر فحرمهم الوصول بحرمانه إياهم استعمال الأسباب التي جعلها طريقا إلى الوصول من حضرة القرب ولذلك بشرهم فقال صل فقد نويت وصالك فسبقت لهم العناية فسلكوا

[3- لباس النعلين في الصلاة]

وهم الذين أمرهم الله بلباس النعلين في الصلاة إذ كان القاعد لا يلبس النعلين وإنما وضعت للماشي فيها فدل إن المصلي يمشي في صلاته ومناجاة ربه في الآيات التي يناجيه فيها منزلا منزلا كل آية منزل وحال فقال لهم يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قال الصاحب لما نزلت هذه الآية أمرنا فيها بالصلاة في النعلين فكان ذلك تنبيها من الله تعالى للمصلي أنه يمشي على منازل ما يتلوه في صلاته من سور القرآن إذ كانت السور هي المنازل لغة قال النابغة

أ لم تر أن الله أعطاك سورة *** ترى كل ملك دونها يتذبذب‏

أراد منزلة وقيل لموسى عليه السلام فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ أي قد وصلت المنزل فإنه كلمة الله بغير واسطة بكلامه سبحانه بلا ترجمان ولذلك أكده في التعريف لنا بالمصدر فقال تعالى وكَلَّمَ الله مُوسى‏ تَكْلِيماً

[4- خلع النعلين لمن وصل ومنازل الصلاة]

ومن وصل إلى المنزل خلع نعليه فبانت رتبة المصلي بالنعلين وما معنى المناجاة في الصلاة وإنها ليست بمعنى الكلام الذي حصل لموسى عليه السلام فإنه قال في المصلي يناجي والمناجاة فعل فاعلين فلا بد من لباس النعلين إذ كان المصلي مترددا بين حقيقتين والتردد بين أمرين يعطي المشي بينهما بالمعنى دل عليه باللفظ لباس النعلين ودل عليه‏

قول الله تعالى بترجمة النبي صلى الله عليه وسلم عنه قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل‏

ثم قال يقول العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فوصفه إن العبد مع نفسه في قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يسمع خالقه ومناجيه ثم يرحل العبد من منزل قوله إلى منزل سمعه ليسمع ما يجيبه الحق تعالى على قوله وهذا هو السفر فلهذا لبس نعليه ليسلك بهما الطريق الذي بين هذين المنزلين فإذا رحل إلى منزل سمعه سمع الحق يقول له حمدني عبدي فيرحل من منزل سمعه إلى منزل قوله فيقول الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإذا فرغ رحل إلى منزل سمعه فإذا نزل سمع الحق تعالى يقول له أثنى على عبدي فلا يزال مترددا في مناجاته قولا ثم له رحلة أخرى من حال قيامه في الصلاة إلى حال ركوعه فيرحل من صفة القيومية إلى صفة العظمة فيقول سبحان ربي العظيم وبحمده ثم يرفع وهو رحلته من مقام التعظيم إلى مقام النيابة فيقول سمع الله لمن حمده‏

قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد

فلهذا جعلنا الرفع من الركوع نيابة عن الحق ورجوعا إلى القيومية فإذا سجد اندرجت العظمة في الرفعة الإلهية فيقول الساجد سبحان ربي الأعلى وبحمده فإن السجود يناقض العلو فإذا خلص العلو لله ثم رفع رأسه من السجود واستوى جالسا وهو قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ فيقول رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني واعف عني‏

[5- المصلي مسافر من حال إلى حال‏]

فهذه كلها



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!