﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذٰا دَعٰاكُمْ لِمٰا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال:24] فلا تتهموا وكيلا و لا تتخذوا إلى تجريحه سبيلا و قفوا عند حده و أوفوا له بعهده و هذه حضرة التسليم و التفويض و أنت الجناح المهيض فإنه خلقك على صورته ثم كسرك بما شرع لك فصرت مأمورا منهيا ثم جبرك من هذا الكسر بما سلب عنك بقوله ﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] ثم كسرك بالجزاء لأنه ما عمل معك إلا ما علم و ما علم إلا منك و ليس المهيض سوى هذا فإنه المكسور بعد جبر و الجبر لا يرد إلا على كسر فالأصل عدم الكسر و هو الصحة و ليست إلا الصورة فاعلم ما نبهتك عليه ﴿فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ فلا علم إلا عن ذوق
لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** و لا الصبابة إلا من يعانيها
و هذا القدر من هذه الحضرة كاف لمن استعمله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية