و كلما بدا لي *** فالكون فصله
يعلم ذا إلهي *** على فضله
 ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾  [النساء:80] لأن اللّٰه وكله على عباده فأمر و نهى و تصرف بما أراه اللّٰه الذي وكله و نحن وكلناه تعالى عن أمره و تحضيضه فأمره قوله  ﴿فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً﴾  [المزمل:9] و تحضيضه  ﴿أَلاّٰ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً﴾  [الإسراء:2] فالرسول وكيل الوكيل و هو من جملة من وكل الحق عن أمره تعالى فهو منا و هو الوكيل من الوكيل علينا فوجب على الموكل طاعة الوكيل لأنه ما أطاع إلا نفسه فإنه ما تصرف فيه إلا به كما قررناه فرتبة الوكالة رتبة إلهية سرت في الكون سريان الحياة فكما أنه ما في الكون إلا حي فما في الكون إلا وكيل موكل فمن لم يوكل الحق بلفظه وكله الحال منه و تقوم الحجة عليه و إن وكله بلفظه فالحجة أيضا عليه لأن الوكيل ما تصرف في غير ما فوض إلى موكله و جعل له أن يوكل من شاء فوكل الرسل في التبليغ عنه إلى الموكلين إنه من المصالح التي رأينا لكم أن تفعلوا كذا و تنتهوا عن كذا فإن ذلكم لكم فيه السعادة و الفوز من العطب فمن تصرف من الموكلين عن أمر وكيل الوكيل فقد سعد و نجا و حاز الخير بكلتا يديه و ملأهما خيرا 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية