«قوله صلى اللّٰه عليه و سلم اعبد اللّٰه كأنك تراه و اللّٰه في قبلة المصلي و إن العبد إذا صلى استقبل ربه» و من كل ما ورد في اللّٰه من أمثال هذه النسب و ليس للعيسوي من هذه الأمة من الكرامات المشي في الهواء و لكن لهم المشي على الماء و المحمدي يمشي في الهواء بحكم التبعية فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ليلة أسرى به و كان محمولا «قال في عيسى عليه السلام لو ازداد يقينا لمشى في الهواء» و لا شك أن عيسى عليه السلام أقوى في اليقين منا بما لا يتقارب فإنه من أولي العزم من الرسل و نحن نمشي في الهواء بلا شك و قد رأينا خلقا كثيرا ممن يمشي في الهواء في حال مشيهم في الهواء فعلمنا قطعا إن مشينا في الهواء إنما هو بحكم صدق التبعية لا بزيادة اليقين على يقين عيسى عليه السلام قد علم كل منا مشربه فمشينا بحكم التبعية لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم من الوجه الخاص الذي له هذا المقام لا من قوة اليقين كما قلنا الذي كنا نفضل به عيسى عليه السلام حاشى لله أن نقول بهذا كما إن أمة عيسى يمشون على الماء بحكم التبعية لا بمساواة يقينهم يقين عيسى عليه السلام فنحن مع الرسل في خرق العوائد الذين اختصوا بها من اللّٰه و ظهر أمثالها علينا بحكم التبعية كما مثلناه في كتاب اليقين لنا أن لمماليك الخواص الذين يمسكون نعال أستاذيهم من الأمراء إذا دخلوا على السلطان و بقي بعض الأمراء خارج الباب حين لم يؤذن لهم في الدخول أ ترى المماليك الداخلين مع أستاذيهم أرفع منصبا من الأمراء الذي ما أذن لهم فهل دخلوا إلا بحكم التبعية لأستاذيهم بل كل شخص على رتبته فالأمراء متميزون على الأمراء و المماليك متميزون على المماليك في جنسهم كذلك نحن مع الأنبياء فيما يكون للاتباع من خرق العوائد ثم إن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما مشى في الهواء إلا محمولا على البراق كالراكب و على الرفرف كالمحمول في المحفة فأظهر البراق و الرفرف صورة المقام الذي هو عليه في نفسه بأنه محمول في نفسه و نسبة أيضا إلهية من قوله تعالى ﴿اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ﴾ [ طه:5] و من قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية