﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً﴾ [مريم:85] فبكى حتى ضرب الدمع المنبر بل روى أنه طار الدم من عينيه حتى ضرب المنبر و صاح و قال يا عجبا كيف يحشر إليه من هو جليسه فلما جاء زماننا سألنا عن ذلك فقلت ليس العجب إلا من قول أبي يزيد فاعلموا إنما كان ذلك لأن المتقي جليس الجبار فيتقي سطوته و الاسم الرحمن ما له سطوة من كونه الرحمن إنما الرحمن يعطي اللين و اللطف و العفو و المغفرة فلذلك يحشر إليه من الاسم الجبار الذي يعطي السطوة و الهيبة فإنه جليس المتقين في الدنيا من كونهم متقين و على هذا الأسلوب تأخذ الأسماء الإلهية كلها و كذا تجدها حيث وردت في ألسنة النبوات إذا قصدت حقيقة الاسم و تميزه من غيره فإن له دلالتين دلالة على المسمى به و دلالة على حقيقته التي بها يتميز عن اسم آخر فافهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية