ثم قال ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [الرعد:4] فليس للنية في ذلك إلا الإمداد كما قال تعالى ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً﴾ [البقرة:26] يعني المثل المضروب به في القرآن أي بسببه و هو من القرآن فكما كان الماء سببا في ظهور هذه الروائح المختلفة و الطعوم المختلفة كذلك هي النيات سبب في الأعمال الصالحة و غير الصالحة
[الهدى و الضلال]
و معلوم أن القرآن مهداة كله و لكن بالتأويل في المثل المضروب ضل من ضل و به اهتدى من اهتدى فهو من كونه مثلا لم تتغير حقيقته و إنما العيب وقع في عين الفهم كذلك النية أعطت حقيقتها و هو تعلقها بالمنوي و كون ذلك المنوي حسنا أو قبيحا ليس لها و إنما ذلك لصاحب الحكم فيه بالحسن و القبح و قال تعالى ﴿إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ السَّبِيلَ﴾ [الانسان:3] أي بينا له طريق السعادة و الشقاء ثم قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية