و لكن عند من و أين كان قتلة الأنبياء من هذا القبول أخبرنا صاحبنا موسى السدراني و كان صاحب خطوة محمولا قال لما وصلت إلى جبل قاف و هو جبل عظيم طوق اللّٰه به الأرض و طوق هذا الجبل بحية عظيمة قد جمع اللّٰه رأسها إلى ذنبها بعد استدارتها بهذا الجبل قال موسى فاستعظمت خلقها قال فقال لي صاحبي الذي كان يحملني سلم عليها فإنها ترد عليك قال ففعلت فردت السلام و قالت كيف حال الشيخ أبي مدين فقلت لها و أنى لك بالعلم بهذا الشيخ فقالت و هل على وجه الأرض أحد يجهل الشيخ أبا مدين فقلت لها كثير يستخفونه و يجهلونه و يكفرونه فقالت عجبا لبني آدم إن اللّٰه مذ أنزل محبته إلى من في الأرض و إلى الأرض عرفته جميع البقاع و الحيوانات و عرفته أنا في جملة من عرفه فما تخيلت أن أحدا من أهل الأرض يبغضه و لا يجهل قدره كما هم أهل السماء في حق من أحبه اللّٰه فلما سمعت منه هذه الحكاية قلت أين هذا الأمر من كتاب اللّٰه قال لا أدري قلت له لما خلق اللّٰه آدم الإنسان الكامل على الصورة أعطاه حكمها في العالم حتى تصح النسبة و النسب فقال تعالى ﴿أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ [الحج:18]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية