[اختيار قل هو اللّٰه أحد]
 و أما اختياره  ﴿قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ﴾  [الإخلاص:1] فلأنها مخصوصة به ليس فيها ذكر كون من الأكوان إلا أحدية كل أحد إنها لا تشبه أحديته تعالى خاصة و في إتيانها في هذه السورة علم غريب لمن فتح اللّٰه به عليه فإنه افتتح السورة بأحديته و ختمها بأحدية المخلوقين فاعلم أن الكائنات مرتبطة به ارتباط الآخر بالأول لا ارتباط الأول بالآخر فإن الآخر يطلب الأول و الأول لا يطلب الآخر فهو الغني عن العالمين من ذاته و يطلب الآخر من مسمى اللّٰه المنعوت بالأحدية فهذا قد نبهتك على مأخذ هذا العلم الذي تحويه هذه السورة بالأحدية المتأخرة التي هي مع ارتباطها بالأول لا تماثلها لكونها تطلبه و لا يطلبها  ﴿أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ وَ اللّٰهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾  [فاطر:15]
[اختيار آية الكرسي]
 و أما اختياره من الآي آية الكرسي الآيات العلامات و لا شيء أدل على الشيء من نفسه و هذه آية الكرسي كلها أسماؤه أو صفته لا يوجد ذلك في غيرها من الآيات فدل على نفسه بنفسه  ﴿اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾  [البقرة:255] فنفى و أثبت بضمير غائب على اسم حاضر له مسمى غيب  ﴿اَلْحَيُّ﴾  [البقرة:85] صفة شرطية في وجود ما له من الأسماء  ﴿اَلْقَيُّومُ﴾  [البقرة:255]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية