[معاملة اللّٰه لنا بما شرع لنا]
و هذا معنى قوله حسنا في وصف القرض فإن اللّٰه يعاملنا بما شرع لنا لا بغير ذلك أ لا تراه قد أمر نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم أن يسأله يوم القيامة أن يحكم بالحق الذي بعثه به بين عباده و بينه فقال له ﴿قٰالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الأنبياء:112] و الألف و اللام في الحق للحق المعهود الذي بعث به و على هذا تجري أحوال الخلق يوم القيامة فمن أراد أن يرى حكم اللّٰه يوم القيامة فلينظر إلى حكم الشرائع الإلهية في الدنيا حذوك النعل بالنعل من غير زيادة و لا نقصان فكن على بصيرة من شرعك فإنه عين الحق الذي إليه مآلك و لا نغتر و كن على حذر و حسن الظن بربك و اعرف مواقع خطابه في عباده من كتابه العزيز و سنة نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم
(وصل في فصل إخفاء الصدقة)
اعلم أن إخفاء الصدقة شرط في نيل المقام العالي الذي خص اللّٰه به الأبدال السبعة و صورة إخفائها على وجوه منها أن لا يعلم بك من تصدقت عليه و تتلطف في إيصال ذلك إليه بأي وجه كان فإن الوجوه كثيرة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية