﴿فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمٰانَتَهُ وَ لْيَتَّقِ اللّٰهَ رَبَّهُ وَ لاٰ تَكْتُمُوا الشَّهٰادَةَ﴾ [البقرة:283] و اعلم أن اللّٰه تعالى قد ذكر في كتابه كل صفة يحمدها اللّٰه و كل صفة يذمها اللّٰه وصية لنا و تعريفا أن نجتنب ما ذم من ذلك و نتصف بما حمد من ذلك و قرر على أمور وبخ بها عباده و نعت كل صاحب صفة بما هو عليه عند اللّٰه فمما حمد ﴿اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاٰةَ وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة:3] و الايمان بما أنزل على الرسل عليه السّلام و الإيقان بالآخرة و قال فيهم ﴿أُولٰئِكَ عَلىٰ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ﴾ [البقرة:5] أي على بيان و توفيق حيث صدقوا ربهم فيما أخبرهم به مما هو غيب في حقهم ﴿وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [البقرة:5] الناجون من عذاب اللّٰه الباقون في رحمة اللّٰه و مما ذمه الكافر و المنافق فالكافر ذو الوجه الواحد الذي أظهر معاندة اللّٰه فسواء عليه أعلمه الحق أو لم يعلمه فإنه لا يؤمن بشيء من ذلك لا عقلا و لا شرعا و أخبر أن اللّٰه تعالى ختم على قلبه بخاتم الكفر فلا يدخله الايمان مع علمه به و ختم على سمع فهمه و هو الجاهل فلم يعلم ما أراد اللّٰه بما قاله و على أبصار عقولهم غشاوة حيث نسبوا ما رأوه من الآيات إلى السحر و قال في ذي الوجهين و هو المنافق إنه يقول آمنا بالله و بما جاء من عند اللّٰه و هو ليس كذلك و إنما يفعل ذلك خداعا لله و الذين آمنوا و جعل الفساد صلاحا و الصلاح فسادا و الايمان سفها و المؤمنين سفهاء و يأتي المؤمنين بوجه يرضيهم و يأتي الكافرين بوجه يرضيهم فأخبر اللّٰه أن هؤلاء هم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية