«فإن النبي ﷺ تزوج امرأة فلما دخل عليها استعاذت بالله منه لشقاوتها فقال عذت بعظيم الحقي بأهلك فطلقها و لم يقربها و أعاذها» و إذا سألك أحد بالله و أنت قادر على مسألته فأعطه و إن لم تقدر على مسألته فادع له فإنك إذا دعوت له مع عدم القدرة فقد أعطيته ما بلغت إليه يدك من مسألته فإن اللّٰه لا يكلف نفسا ﴿إِلاّٰ مٰا آتٰاهٰا﴾ [الطلاق:7] و إذا أسدى إليك أحد معروفا فلتكافئه على معروفه و لو بالدعاء إذا عجزت عن مكافاته بمثل ما جاءك به و إذا أسديت أنت إلى أحد معروفا فأسقط عنه المكافاة و لتعلمه بذلك و لتظهر له الكراهة إن كافاك حتى تريح خاطره و لا سيما إن كان من أهل اللّٰه فإن جاءك بمكافاة على ذلك و تعلم منه أنه يعز عليه عدم قبولك لذلك فاقبله منه و إن علمت منه أنه يفرح بردك عليه بعد أن وفى هو ما وجب عليه من المكافاة فرد عليه بسياسة و حسن تلطف و اجعل لك الحاجة عنده في قبول ما رددت عليه من ذلك حتى يتحقق أنه قد قضى لك حاجة في قبول ما رددت عليه من المكافاة و إياك أن تدعى ما ليس لك فإن ذلك ليس من المروءة مع ما فيه من الوزر عند اللّٰه و إن رميت بشيء مذموم فلا تنتصر لنفسك و اسكت و لا تتعرض لمن رماك بأنه يكذب و لا تقر على نفسك بما لم تفعل مما نسب إليك هكذا فعل ذو النون مع المتوكل حين سأله عما يقول الناس فيه من رميه بالزندقة فقال يا أمير المؤمنين إن قلت لا أكذبت الناس و إن قلت نعم كذبت على نفسي فاستحسن ذلك منه أمير المؤمنين و ما قبل فيه قول قائل و رده مكرما إلى مصر و اعتذر له و حكايته في ذلك مشهورة ذكرها الناس و قد ثبتت الأخبار الصحيحة في إثم من ادعى ما ليس له أو اقتطع ما لا يجب له من حق الغير و احذر في يمينك إن تحلف بملة غير ملة الإسلام أو بالبراءة من الإسلام فإنك إن كنت صادقا فلن ترجع إلى الإسلام سالما و لتجدد إسلاما إذا فعلت مثل ذلك و مع هذا فلا تحلف إلا بالله فإنك إن حلفت بغير اللّٰه كنت عاصيا للنهي الوارد في ذلك و إن حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك و لتأت الذي هو خير و إياك و الكذب في الرؤيا أو الكذب على اللّٰه أو على رسول اللّٰه أو تحدث بحديث ترى أنه كذب فتحدث به و لا تبين عند السامع أنه كذب و احذر أن تسمع حديث قوم و هم يكرهون أن تسمعه فإنه نوع من التجسس الذي نهى اللّٰه عنه و احذر أن تخبث امرأة على زوجها أو مملوكا على سيده و احذر أن تنام على سطح ما له احتجاز فإن فعلت فقد برئت منك الذمة و إياك أن تحب قيام الناس لك و بين يديك تعظيما لك و هذا كثير في هذه البلاد أعني العراق و ما جاوره فما رأيت منهم أحدا يسلم من حب ذلك مع علمهم بما فيه و قد جرت لنا معهم في ذلك حكايات مع علمائهم فما ظنك بعامتهم و قمت مرة لأحدهم فقال لي لا تفعل و قال لي إن النهي قد ورد في ذلك فقلت له يا فقيه أنت المخاطب بذلك أن لا تحب أن يتمثل الناس بين يديك قياما ما أنا المخاطب بذلك إني لا أقوم لمثلك فتعجب من هذا الجواب و استحسنه و كان من علماء الشريعة و «إياك أن تقبل هدية من شفعت فيه شفاعة فإن ذلك من الربا الذي نهى اللّٰه عنه بنص رسول اللّٰه ﷺ في ذلك»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية