و قال تعالى ﴿وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ﴾ [آل عمران:28] فالتحريم دليل على التعظيم و قال ما أمرك اللّٰه إلا بما هو خير لك و هو عند اللّٰه عظيم و ما نهاك إلا عما هو تركه خير لك لعظيم حرمته عنده مال الناس في الآخرة إلى رفع التحجير ﴿وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ﴾ يعني هناك ﴿فَتَرْضىٰ﴾ [الضحى:5]
[أهون العقاب ضرب الرقاب]
و من ذلك أهون العقاب ضرب الرقاب من الباب 415 قال المقصود من ضرب الرقاب إزالة الحياة الدنيا فبأي شيء زالت فهو ذاك و قال المقصود من ضرب الرقاب ظهور الحياة التي أخذ اللّٰه بأبصارنا عنها فبأي شيء حصل فهو ذاك و إن كانت الحياة الدنيا ما ذهبت و ليس يعرف ذلك إلا أهل الكشف و الوجود فإن الميت له خوار و قال لا يصح ضرب الرقاب حتى تملك فمن ضربها بغير ملك استقيد منه و ملكت رقبته فيه يملكها ولي الدم فقد عتق في الدنيا و هو رقيق في الأخرى و قال أنت حر فلا ترد نفسك مملوكا لمثلك و حق النفس أعظم عليك من حق مثلك
[العدم ما هو ثم فافهم]
و من ذلك العدم ما هو ثم فافهم من الباب 416 قال ما ثم إلا اللّٰه و الممكنات فالله موجود و الممكنات ثابتة فما ثم عدم و قال لو لا إن الأعيان مشهودة للحق ما كان وجود ما وجد منها بأولى من عدمه و وجود غيره و ما شهد إلا ما هو ثم و قال ليس شيء أدخل في حكم النفي من المحال و مع هذا فثم حضرة تقرره و تصوره و تشكله و ما يقبل التصوير و التشكيل إلا ما هو ثم فالمحال ثم و قال العدم المطلق ما لا تعقل فيه صورة و ما هو ثم فإنه ما ثم إلا ثلاثة واجب و محال و ممكن و وجوب و إحالة و إمكان و كل ذلك معقول و كل معقول مقيد و كل مقيد مميز و كل مميز مفصول عمن عنه تميز فما ثم معدوم لا يتميز فما ثم عدم و قال الأحوال عند المتكلمين لا موجودة و لا معدومة و معلوم أنه ما ثم إلا محل و حال أي ما ثم إلا من يقبل اللون مثلا و اللون فما هو المتلون و ما ثم إلا من يقبل الحياة و الحياة فما هو الحي و ما ثم إلا من يقبل الحركة و الحركة فما هو المتحرك
[ما يجمع الظهر و البطن و الحد و المطلع]
و من ذلك ما يجمع الظهر و البطن و الحد و المطلع من الباب 417 قال ما من شيء إلا و له ظاهر و باطن و حد و مطلع فالظاهر منه ما أعطتك صورته و الباطن ما أعطاك ما يمسك عليه الصورة و الحد ما يميزه عن غيره و المطلع منه ما يعطيك الوصول إليه إذا كنت تكشف به و كل ما لا تكشف به فما وصلت إلى مطلعه و قال لا فرق بين هذه الأمور الأربعة لكل شيء و بين الأربعة الأسماء الإلهية الجامعة الاسم الظاهر و هو ما أعطاه الدليل و الباطن و هو ما أعطاه الشرع من العلم بالله و الأول بالوجود و الآخر بالعلم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية