اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منازلة التكليف المطلق


وهو يسرى في كل شيء فلا يختص به حال إيقاع وغناء على طريق خاص طبيعي فإن الوزن الطبيعي إنما يؤثر فيما تركب من الطبيعة على مزاج خاص لا يشترط في حركة الطبع الفهم بخلاف حركة النفوس العقلية وإن كان للطبيعة فيها أثر في أصل وجودها ولكن ليست لها في النفوس العاقلة تلك القوة إلا بالفهم فلا يحركه إلا الفهم أ لا ترى الكائنات ما ظهرت ولا تكونت إلا بالفهم لا بعدم الفهم لأنها فهمت معنى كُنْ فتكونت ولهذا قال فَيَكُونُ يعني ذلك الشيء لأنه فهم عند السماع ما أراد بقوله كن فبادر لفهمه دون غير التكوين من الحالات فما سميت هذه الحركة بالوجد إلا لحصول الوجود عندها أعني وجود الحكم سواء كان بعين أو بلا عين فإنه عين في نفسه هذا الكائن ثم إن الحق أعطى هذه الصفة لعباده وجعل نفسه سامعا وأقام نفسه محلا لتكوين ما يطلبه منه العبد في سؤاله سماه إجابة وجعل ذلك بلفظ الأمر كما جعل كُنْ ليريه أن الحقائق لا نفسها تكون أحكامها ما هي بجعل جاعل لمن عقل وعلم الأمور على ما هي عليه فإن العلم بهذا النوع من العلوم المختزنة عن أكثر الناس بل يحرم كشفها لهم من العارف بها لما يؤدي إلى إنكار الحق مع علمهم بأن المعاني توجب أحكامها لم