اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منازلة مجهولة وذلك إذا ارتقى من غير تعيين قصد ما يقصده من الحق وكل شىء عند الحق معين فقد قصده من الحق ما لا يناسب قصده من عدم التعيين
بعقولهم إذ العلم بالله لا يقبل التحول إلى الجهل ولا الدخول عليه بالشبه وما من دليل عقلي إلا ويقبل الدخول والشبهة ولهذا اختلف العقلاء فكل واحد من المخالفين عنده دليل مخالفه شبهة لمخالفه لكونه خالف دليل هذا الآخر فعين أدلتهم كلهم هي عين شبهاتهم فأين الحق وأين الثقة وأصل الفساد إنما وقع من حيث حكموا الخلق على الحق الذي أوجدهم ثم قال وسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وما جاءت الرسل عليه السلام إلا بما أحالته هذه الأدلة النظرية وبما أثبتته فصدقهم في نظرهم وأكذبهم في نظرهم فوقعت الحيرة عند هؤلاء فإذا سلموا له ما قاله عن نفسه على ألسنة رسله وانقادوا إليهم فإن انقيادهم إليهم ينزلهم منزلتهم فإنهم ما انقاد وإليهم من حيث أعيانهم فإنهم أمثالهم وإنما انقادوا إلى الذي جاءوا من عنده ونقلوا عنه ما أخبر به عن نفسه على ما يعلم نفسه لا على تأويل من وصل إليه ذلك فلا يعلم مراد الله فيه إلا بإعلام الله فيقف الناظر موقف التسليم لما ورد مع فهمه فيه أنه على موضوع ما هو في ذلك اللسان الذي جاء به هذا الرسول لا بد من ذلك لأنه ما جاء به بهذا اللسان إلا لنعرف أنه على حقيقة ما وضع له ذلك اللفظ في ذلك اللسان ولكن تجهل


