اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الإجابة فرع عن السؤال]


واعلم أن الإجابة فرع عن السؤال فهذا عبد مؤثر بسؤاله ودعائه في سيده مؤثر فيه الإجابة لعبده
فإن الله قد أثبت لنفسه عز وجل على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن العبد يرضى الله فيرضى ويغضب الله فيغضب ويسخط الله فيسخط ويضحك الله فيضحك
وما أشبه ذلك مما ورد في الكتاب والسنة والحق تعالى يؤثر في العبد السؤال ليجيب والفعل المسخط للحق ليسخط وذلك لتعلم إن الأمر دوري كروي وأن منتهى الدائرة ترجع لنقطة ابتدائها فينعطف الآخر على الأول ليكون هو الأول والآخر فما أرضاه إلا هو ولا أسخطه إلا هو لأنه يتعالى أن يكون مؤثرا لغيره فافهم وليس لله حكم في العالم إلا ما ذكرناه أ لا تراه يقول سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ولا شغل له إلا بنا فمنا يفرغ لنا فلو زلنا لكان ولم يكن وجودا وتقديرا ولا يعقل الأمر إلا هكذا ولبطلت الإضافات ولا تبطل لأنها لنفسها هي إضافات فلا يعقل الرب لا مضافا ولذلك ما جاء في القرآن قط مطلقا من غير إضافة وإن اختلفت إضافاته فتارة يضاف إلى أسماء الضمائر وتارة يضاف إلى الأعيان وتارة يضاف إلى الأحوال وإن لم تعقل معرفتك بربك هكذا وإلا فما عرفت ربك أصلا وإنما عرفت