اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«وصل» وأما معرفة الخطاب الإلهي عند الإلقاء
فهو قوله تعالى وما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْياً أَوْ من وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فأما الوحي من ذلك فهو ما يلقيه في قلوبهم على جهة الحديث فيحصل لهم من ذلك علم بأمر ما وهو الذي تضمنه ذلك الحديث وإن لم يكن كذلك فليس بوحي ولا خطاب فإن بعض القلوب يجد أصحابها علما بأمر ما من العلوم الضرورية عند الناس فذلك علم صحيح ليس عن خطاب وكلامنا إنما هو في الخطاب الإلهي المسمى وحيا فإن الله تعالى جعل مثل هذا الصنف من الوحي كلاما ومن الكلام يستفيد العلم بالذي جاء له ذلك الكلام وبهذا يفرق إذا وجد ذلك وأما قوله تعالى أَوْ من وَراءِ حِجابٍ فهو خطاب إلهي يلقيه على السمع لا على القلب فيدركه من ألقى عليه فيفهم منه ما قصد به من أسمعه ذلك وقد يحصل له ذلك في صور التجلي فتخاطبه تلك الصورة الإلهية وهي عين الحجاب فيفهم من ذلك الخطاب علم ما يدل عليه ويعلم أن ذلك حجاب وأن المتكلم من وراء ذلك الحجاب وما كل من أدرك صورة التجلي الإلهي يعلم أن ذلك هو الله فما يزيد صاحب هذه الحال على غيره إلا بأن يعرف أن تلك الصورة وإن كانت حجابا فهي عين تجلى الحق له وأما قوله تعالى أَوْ يُرْسِلَ رَسُو


