اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله ينادي لموسى من جانب الطور]


اعلم أيدك الله أن الله تعالى يقول في حق موسى عليه السلام معرفا إيانا ونادَيْناهُ من جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ فجعل النداء من الطور لانحنائه لأنه خرج في طلب النار لأهله لما كان فيه من الحنو عليهم الذي أورثه الانحناء على من خلق من الانحناء وهي أهله لأنها خلقت بالأصالة من الضلع والضلع له الانحناء وكان الانحناء في الأضلاع لاستقامة النشأة وحفظ ما انحنت عليه من الأحشاء لتعم بانحنائها جميع ما تحتوي عليه فتتساوى أجزاؤها في الحفظ لها بخلاف ما لو كانت على غير استدارة لكانت فيها زوايا فارغة بعيدة من الحفظ الذي خلقت له ووقع التجلي لموسى في عين صورة حاجته فرأى نارا لأنها مطلوبة فقصدها فناداه ربه منها وهو لا علم له بذلك لاستفراغه فيما خرج له وهو قولنا في قصيدة لنا في جزء الزينبيات
كنار موسى يراها عين حاجته *** وهو الإله ولكن ليس يدريه
