اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[المشي في الظلمة بغير سراج وضوء طريق إلى المهالك]
واعلم أن المشي في الظلمة بغير سراج وضوء في طريق كثيرة المهالك والحفر والأوحال والمهاوي والحشرات المؤذية التي لا يتقى شيء من هذا كله إلا أن يكون الماشي فيها بضوء يرى به حيث يجعل قدمه ويجتنب به ما ينبغي أن يجتنب مما يضره من مهواة يهوى فيها أو مهلك يحصل فيه أو حية تلدغه وليس له ضوء سوى نور الشرع الذي قال فيه تعالى نُوراً نَهْدِي به من نَشاءُ من عِبادِنا وقال ومن لَمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُوراً فَما لَهُ من نُورٍ وقال نُورٌ عَلى نُورٍ فإذا اجتمع نور الشرع مع نور بصر التوفيق والهداية بان الطريق بالنورين فلو كان نور واحد لما ظهر له ضوء ولا شك أن نور الشرع قد ظهر كظهور نور الشمس ولكن الأعمى لا يبصره كذلك من أعمى الله بصيرته لم يدركه فلم يؤمن به ولو كان نور عين البصيرة موجودا ولم يظهر للشرع نور بحيث أن يجتمع النوران فيحدث الضوء في الطريق لما رأى صاحب نور البصيرة كيف يسلك لأنه في طريق مجهولة لا يعرف ما فيها ولا أين تنتهي به من غير دليل وموقف فهذا الشخص الماشي في هذه الطريق إن لم يحفظ سراجه من الأهواء إن تطفئه بهبوبها وإلا هبت عليه رياح زعازع فأطفأت سراجه وذهب نوره وهو كل ريح يؤثر في نور تو


