اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل العلم الأمى الذى ما تقدّمه علم من الحضرة الموسوية
ليعلموا أنهم في مرتبة النقص وهو كمالهم عن الكمال الإلهي فقال والَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ به يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فكنى عنه بالذي جاء بالصدق والذي من الأسماء النواقص ولما علم إن العبد المقرب يتألم بظهور نقصه ويخاف من الحاقة بالعدم ورجوعه إلى أصله آنسه سبحانه من باب اللطف والكرم فسمى سبحانه نفسه بالأسماء النواقص فقال هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ وقال هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ من السَّماءِ وليس في القرآن لله تعالى أكثر من الأسماء النواقص فكان ذلك تأمينا للخلفاء فإنهم قاطعون بأن الحق ليس له مرتبة النقص ولا يقبلها ومع ذلك قد جرت عليه الأسماء النواقص فلو أثرت الأسماء لذاتها في المسمى لأثرت في الله وهي غير مؤثرة فيه إذا فنرجو أنها لا تؤثر فينا تأثير العدم ولكن كمالنا في أن تؤثر فينا تأثير وقوفنا مع عجزنا وفقرنا وهذا الباب الذي فتحناه علينا في هذا المنزل باب واسع لا يتسع الوقت لا يراد بعض ما يعطيه فليكف هذا القدر منه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى السفر التاسع عشر من الفتوح المكي والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ


