اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل القواصم وأسرارها من الحضرة المحمدية


أي أنه أدرك أن ثم أمرا يعجز عن إدراكه فهذا علم لا علم فيعلم الإنسان يوم القيامة عجز فكره عن إدراك ما حسب أنه أدركه غير أنه معذب بفكره بنار اصطلامه فإن حجة الشرع عليه قائمة إذ قد أبان له وأعرب عما ينبغي له أن يفكر فيه كما قال أَ ولَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ من جِنَّةٍ أي أنه يوصل إلى معرفة الرسول بالدليل وبهذه الآية يستدل على أنه لا بد من أن ينصب الله تعالى على يد هذا الرسول دليلا يصدقه في دعواه ولو لم يكن كذلك ما صدق قوله أَ ولَمْ يَتَفَكَّرُوا ولا تكون الفكرة إلا في دليل على صدقه إنه رسول من عند الله والدليل هو المنظور فيه الموصل إلى المدلول فلو لا ما نصب الأدلة ما شرع للعقلاء التفكر ولا طالبهم وكذلك في معرفتهم به سبحانه فقال لما ذكر أمورا إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فإذا تعدى بالفكر حده وفكر فيما لا ينبغي له أن يفكر فيه عذب يوم القيامة بنار فكره ثم إن الإنسان يشغله الفكر فيما لم يشرع له التفكر فيه عن شكر المنعم على النعم التي أنعم الله عليه بها فيكون صاحب عذابين عذاب الفكر فيما لا ينبغي وعذاب عدم الشكر على ما أنعم به عليه ولا نعمة أعظم من نعمة العلم وإن