اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل الألفة وأسراره من المقام الموسوى والمحمدى


المشاهدة وأما خطؤه فقوله ارتفع الحجاب ولم يقيد وإنما يقال ارتفع حجاب بشريته ولا شك أن خلف حجاب بشريته حجبا أخر فقد يرتفع حجاب البشرية ويقع الكلام من الله لهذا العبد خلف حجاب آخر أعلاها من الحجب وأقربها إلى الله وأبعدها من المخلوق المظاهر الإلهية التي يقع فيها التجلي إذا كانت محدودة معتادة المشاهدة كظهور الملك في صورة رجل فيكلمه على الاعتدال للعادة والحد وقد تجلى له وقد سد الأفق فغشي عليه لعدم المعتاد وإن وجد الحد فكيف بمن لم ير حدا ولا اعتاد فقد تكون المظاهر غير محدودة ولا معتادة وقد تكون محدودة لا معتادة وقد تكون محدودة معتادة وتختلف أحوال المشاهدين في كل حضرة منها فمن عدل عن حضرة المكالمة فقد لحق بأهل الخسران وإن سعد ولكن بعد شقاء عظيم وإن من الناس من أصحاب الدعاوي في هذه الطريقة الذين قال الله فيهم وقَدْ خابَ من دَسَّاها حين أَفْلَحَ من زَكَّاها فيزعمون أنهم يكلمون الله في خلقه ويسمعون منه في خلقه وهو في نفسه مع نفسه ما عنده خبر من ربه لأنه لا يعرفه ولا يعرف كيف يسمع منه ولا ما يسمع منه فأصحاب الدعاوي في هذه الطريقة كالمنافقين في المسلمين فإنهم شاركوهم في الصورة الظاهرة وبانوا ب