اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ظهور الأسماء الإلهية من العبد]
واعلم أن الأسماء الإلهية إذا ظهر بها العبد عن الأمر الإلهي فهو في قرب النيابة عن الله لا في قرب الحقيقة وإذا ظهر ببعضها عن غير أمر إلهي فهو في عين البعد المستعاذ منه في
قوله صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك منك
لأن حقيقة المخلوق لا تتمكن في حال شهوده لمخلوقيته أن يكون خالقا والكبرياء والجبروت صفة للحق فإذا قامت بالعبد فقد قام به الحق فاستعاذ منه وما ثم أعظم منه يستعاذ به فاستعاذ به فأين كبرياء الحق وجبروته من صفته بأنه يفرح بتوبة عبده ويصف نفسه بجوع عبده وعطشه ومرضه فبمثل هذا استعاذ ومن مثل ذلك الآخر استعاذ والمنعوت بهما واحد العين وهو الله فاستعاذ به منه
فقال وأعوذ بك منك
وهذا غاية ما يصل إليه تعظيم المحدث إذا عظم جناب الله وأما بعد المخالفة فهو بعد العبد عن سعادته وعن الأسماء الإلهية التي تقتضي الموافقة في القرب بالطاعات وإن كان في المخالفة قريبا من الأسماء الإلهية التي تطلب الأكوان من حيث التكليف فإنها محصورة في عفو ومؤاخذة فهو قريب بالمؤاخذة منه فالمخالفة تطلب الرحمة وتتعرض للعقوبة وهو سبحانه على مشيئته في ذلك فلم يبق في بعد المخالفة إلا البعد عن سعادته إ


