اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[اللوامع بين الذوق والشرب]


اللوامع فوق الذوق فإنها تزيد على المبدأ ودون الشرب فإن الشرب قد ينتهي إلى الري وقد لا ينتهي فإذا ثبتت أنوار التجلي وقتين وقريبا من ذلك فهي اللوامع وهذا لا يكون في التجلي الذاتي وإنما يكون في تجلى المناسبات فإذا تجلى في المناسبات دام بقدر ثبوت تلك المناسبة والمناسبات صغيرة الزمان قصيرة في الثبوت لأن الشئون الإلهية لا تتركها وما سوى الأعيان القائمة بأنفسها أعراض سريعة الزوال وإنما ثبتت وقتين وقريبا من ذلك لأن الوقت الأول لظهورها والوقت الثاني لإفادة ما تعطيه مما لمعت له فإن المحل يدهش عند لمعانها وهو حديث عهد بالتجلي الذي فارقه فتتربص هذه اللوامع حتى يزول الدهش والتعلق بما كان عليه فيقبل ما أتته به هذه اللوامع وأعني بتربصها تواليها فإذا حصل القبول مضى حكمها فزالت وجاء غيرها مثلها أو خلافها وصاحبها أبدا سريع الرجوع إلى عالم الحس ولا ترد هذه اللوامع إلا بعلوم إلهية لا تعلق لها بعلوم الكون فهي إلهية مجردة هذه ميزانها فإن وجد الإنسان علما يكون في حاله فما هي لوامع لأن ضروب التجلي كثيرة متنوعة الحكم فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
