اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة البسط وأسراره


فقد قبض بكلتا يديه على ما اعتقده ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ فلو كان تسبيحهم راجعا إلى أمر واحد لم يجهل أحد تسبيح غيره وقد قال الله إن تسبيح الأشياء لا يفقه فدل على إن كل شيء يسبح إلهه بما تقرر عنده منه مما ليس عند الآخر ولما كان في قضية العقل إن الله عز وجل لا يكون محصورا وفي قضية الوقوع وجود الحصر وصف نفسه في آخر الآية بأنه حليم فلم يؤاخذ مع القدرة من زعم أن الحق على وصف كذا خاصة وما هو على وصف كذا ووصف نفسه في آخر هذه الآية بأنه غفور لما ستر به قلوبهم عن العلم به إلا من شاء من عباده فإنه أعطاه العلم به على الإجمال وقال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لأنه عين كل شيء بدليل العلامة التي ثبتت عنه والشيء لا يكون مثلا لعينه لأنه عين كل شيء في كل ظل وكل فيء وكل طائفة سوى أهل الله قد نزهته أن يكون كذا ولهذا أخبر عنهم فقال وإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ أي ينزه بِحَمْدِهِ أي بالثناء عليه والتنزيه البعد وما ذكر الله أنه أمرهم بتسبيحه بل أخبر أنهم يسبحون بحمده فاجعل بالك لقول الله في تلاوتك لما يقوله ربك عن نفسه وما يقوله العالم عنه وفرق ولا تحتج فيه إلا بما قاله عن نفسه لا بما