اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التحلى بالحاء المهملة
بعينه قيدها فلما أشهدها الحق حضرة عزه ونفوذ اقتداره ومع نفوذ اقتداره لم يعطه الإمكان من نفسه إلا قدر ما يحصل منه في الوجود انكسرت النفس وصار ما كانت تصول به أورثها ما أشهدها ذلة وانكسارا فإنها تقبل الذلة لجهلها فارتاضت والحق لعلمه على عزه فرياضة العلم أنفع الرياضات فما أزالها العلم عن الصورة ولكن أولا جهلت ما هي الصورة عليه وما هي الحقائق عليه فما أشرف العلم لو لم يكن من شرف العلم إلا تجلى الحق في صورة تنكر ثم تحوله في صورة تعرف وهو هو في الأولى والثانية وإن موطن تلك المشاهدة لا يتمكن في نفس الأمر إلا أن تكون مقيدة لأن الذي يشهد وهو عين العبد مقيد بإمكانه فلا يتمكن له شهود الإطلاق ولا بد من الشهود فظهر له المشهود مقيدا بالصورة ومقيدا بالتحول في الصور ولأنه مقيد بالوجوب الذاتي فالكل في عين التقييد إن عقلت عنا وإنما تقيد بالتحول ليفتح له في نفسه العلم بأن الأمر لا يتناهى وما لا يتناهى لا يدخل تحت التقييد فإنه من قبل التحول إلى صورة من صورة قبل التحول إلى صور لا نهاية لها أو إلى صور لا يمكن لذلك المتحول أن يتجاوزها إلى غيرها فخرج عن حد التقييد بالتقييد ليعلم أن مشهوده مطلق الوجود فيكو


