اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن أهل الله على أقسام]


اعلم أن أهل الله في هذا الباب على ثلاثة أقسام قسم يرى أن الحق لا يميل ولا يمال إليه وهم الذين يحدون الحب بالميل الدائم من المحب للمحبوب وقسم يرى أن خلق الإنسان على الصورة يعطي الاعتدال وإن لم يكن الاعتدال فما هو على الصورة فيميل حيث مال الحق مثل قوله تعالى وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً في شرع خاص فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ثم قال ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ به فجعل هذا التعريف وصية ليعمل بها وهذا عين الميل عن قوله وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ وعن قوله ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها فأهل الاعتدال هم القائمون بين الانحرافين وأهل الانحراف عن هذا الاعتدال هم الذين يثبتون في الأفعال الكونية علوا وسفلا حقا بلا خلق وهم طائفة وطائفة أخرى يثبتونها خلقا بلا حق حقيقة من الطائفتين لا على طريق المجاز وهم الذين يقولون إنه ما صدر عن الحق إلا واحد وعن الترجيح في رفع التجريح والنظر في الخطاب الإلهي ففي أي موضع جعل الحكم لأحد الانحرافين جعلناه وفي أي موضع عدل إلى الاعتدال عدلنا وهذا نعت الأدباء مع الله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِ