اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى السر


في الحق صيرته مثلا وحينئذ يقبل الستر بالصيرورة فالأسباب كلها خلاف إلا الإنسان قال الله تعالى من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله فحلاه باسمه وكان ظاهرا فستره إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله فأظهره بكاف الخطاب ثم ستره وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى كما أنه ميز وعين وفرق فقال أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله حكما وإلى الرَّسُولَ عينا فمن أهل الله من يقيم مثل هذا إذا ورد نشأة ذات روح وجسد فيستر بالحركة المحسوسة فعل الروح بصرا ويستر بالمحرك فعل الجسد بصيرة وفيها يكون الإنسان خالقا ويكون الحق أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ومن أهل الله من لا يرى إلا الله فلا ستر عنده ومن أهل الله من لا يرى إلا الخلق فلا ظهور عنده وكل مصيب وأهل الأدب هم الكمل فيحكمون في هذا الأمر بما حكم الله من ستر وتجل وإخفاء وإظهار كما قدمنا والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
