عن رابعة رضي الله عنها أنه ضرب رأسها ركن جدار فأدماها فما التفتت فقيل لها في ذلك فقالت شغلي بموافقة مراده فيما جرى شغلني عن الإحساس بما ترون من شاهد الحال فما شق عليها ما جرى فلو شق عليها لتعذبت في نفسها منها فالأشقياء ليس لهم عذاب إلا منهم لأنهم أقيموا في مقام الاعتراض والتعليل لأفعال الله في عباده ولأي شيء كان كذا ولو كان كذا كان أحسن وأليق ونازعوا الربوبية وشاقوا الله ورسوله فشقاؤهم شقاقهم فهي دار الأشقياء بدخولها في هذه الحال فإذا طال عليهم الأمد تغير الحال لأن طول الأمد له حكم بقوله تعالى فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ فإذا طال الأمد على الأشقياء وعلموا أن ذلك ليس بنافع قالوا فالموافقة أولى فتبدلت صورهم فأثر ذلك التبديل هذا الحكم فزالت المشاققة فارتفع العذاب عن بواطنهم فاستراحوا في دارهم ووجدوا في ذلك من اللذة ما لا يعلمه إلا الله لأنهم اختاروا ما اختار الله لهم وعلموا عند ذلك أن عذابهم لم يكن إلا منهم فحمدوا الله على كل حال فأعقبهم ذلك أن يحمدوا الله المنعم المتفضل