اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(التوحيد الثاني عشر)


من نفس الرحمن هو قوله حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ هذا توحيد الاستغاثة وهو توحيد الصلة فإنه جاء بالذي في هذا التوحيد وهو من الأسماء الموصولة وجاء بهذا ليرفع اللبس عن السامعين كما فعلت السحرة لما آمنت برب العالمين فقالت رَبِّ مُوسى وهارُونَ لرفع اللبس من أذهان السامعين ولهذا توعدهم ثم تمم وقال وأَنَا من الْمُسْلِمِينَ لما علم إن الإله هو الذي ينقاد إليه ولا ينقاد هو لأحد قال على ابن أبي طالب أهللت بما أهل به رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهو لا يعرف بما أهل به فقيل منه مع كونه أهل على غير علم محقق فأحرى إذا كان على علم محقق فاعلم بذلك فرعون ليعلم قومه برجوعه عما كان ادعاه فيهم من أنه ربهم الأعلى فأمره إلى الله فإنه آمن عند رؤية البأس وما نفع مثل ذلك الايمان فرفع عنه عذاب الدنيا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ولم يتعرض للآخرة ثم إن الله صدقه في إيمانه بقوله آلْآنَ وقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ فدل على إخلاصه في إيمانه ولو لم يكن مخلصا لقال فيه تعالى كما قال في الأعراب الذين قالوا آمنا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ولكِ