اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة الذهاب


وعند بعض العقول فضول من أجل القوي التي هي آلاته فتعطيه في بعض الأمزجة أمزجة تراكيها فضولا يؤديه ذلك الفضول إلى النظر في ذات الله وقد حجر الشرع التفكر في ذات الله فزل هذا العقل في النظر في ذلك وتعدى وظلم نفسه فأقام الأدلة على زعمه وهي أنوار الطوالع على إن ذات الإله لا ينبغي أن تكون كذا ولا أن تكون على كذا ونفت عنه جميع ما ينسب إلى المحدثات حتى يتميز عندها فجعلته محصورا غير مطلق بما دلت عليه أنوار أدلته ثم عدلت بعد ذلك إلى الكلام في ذوات صفاته فاختلف في ذلك أشعة أنوارهم أعني طرق بما دلتهم على ما ذكر في علم النظر ثم عدلوا إلى النظر في أفعاله فاختلفوا في ذلك بحسب اختلاف أشعة أنوارهم مما قد ذكر وسطر وليس هذا الكتاب بمحل لما تعطيه أدلة الأفكار فإنه موضوع لما يعطيه الكشف الإلهي فلهذا لم نسردها على ما قررها أهلها في كتبهم ثم عدلوا إلى النظر في السمعيات وهو علمنا الذي يعول عليه في الحكم الظاهر ونأخذ بالكشف الإلهي عند التعمل بالتقوى فيتولى الله تعليمنا بالتجلي فنشهد ما لا تدركه العقول بأفكارها مما ورد به السمع وأحاله العقل وتأوله عقل المؤمن وسلمه المؤمن الصرف فجاءت أنوار الكشف بأن هذه الذات