اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة المكان


المعاملات وصنوف المجاهدات والرياضات التي أمره الشارع أن يقوم بها وعين نعوتها وأزمانها وما ينبغي لها وشروطها التمامية والكمالية الموجبة صحتها فحينئذ يكون صاحب مقام حيث أنشأ صورته كما أمر كما قيل له أَقِيمُوا الصَّلاةَ فأقاموا نشأتها صورة كاملة فخرجت طائرا ملكا روحا مقدسا فلم يكن له استقرار دون الحق ثم ينتقل هذا العبد إلى مقام آخر لينشتئ أيضا صورته وبهذا يكون العبد خلاقا هذا معنى المقام ولم يختلف أحد من أهل الله أنه ثابت غير زائل كما اختلفوا في الحال وليس الأمر عندنا على إطلاق ما قالوه بل يحتاج إلى تفصيل في ذلك وذلك لاختلاف حقائق المقامات فإنها ما هي على حقيقة واحدة فمن المقامات ما هو مشروط بشرط فإذا زال الشرط زال كالورع لا يكون إلا في المحظور أو المتشابه فإذا لم يوجد أحدهما أو كلاهما فلا ورع وكذلك الخوف والرجاء والتجريد الذي هو قطع الأسباب وهو ظاهر التوكل عند العامة ومن المقامات ما هو ثابت إلى الموت ويزول كالتوبة ومراعاة التكليفات المشرعة ومن المقامات ما يصحب العبد في الآخرة إلى أول دخول الجنة كبعض المقامات المشروطة من الخوف والرجاء ومن المقامات ما يدخل معه الجنة كمقام الأنس والبسط